نبذة النيل والفرات:لم يكن أحد يتصور أن الأمير عبد الإله نجل الملك علي سيصبح في يوم من الأيام الوصي على عرش العراق وولي العهد له لأنه لم يكن في ماضيه وتربيته ودراسته ما يؤهله إلى تبوء مثل هذه المناصب الخطيرة وهو في شرخ شبابه، فقد بقي مهملاً منسياً ردحاً من الزمن حتى أنه لما التحق بكلية فكتوريا في الإسكندرية على أمل التخرج منها كا...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:لم يكن أحد يتصور أن الأمير عبد الإله نجل الملك علي سيصبح في يوم من الأيام الوصي على عرش العراق وولي العهد له لأنه لم يكن في ماضيه وتربيته ودراسته ما يؤهله إلى تبوء مثل هذه المناصب الخطيرة وهو في شرخ شبابه، فقد بقي مهملاً منسياً ردحاً من الزمن حتى أنه لما التحق بكلية فكتوريا في الإسكندرية على أمل التخرج منها كان مضرب المثل في الكسل وضيقة النفس.ويقول الطلاب العراقيون الذين زاملوه في الكلية المذكورة أن رئيس الكلية إذ أراد أن يهين أحد الطلاب العراقيين قال له "ليزي عبد الإله". ولكن المصالح البريطانية التي قضت بتصفية الملك غازي في 4 نيسان 1939، وتعرف نوري سعيد على الأمير عبد الإله أثناء وجود نوري شبه منفي في مصر ووجود عبد الإله طالباً في كلية فكتوريا ومعرفة العقيد محمود سليمان بعبد الإله معرفة جهده وإلحاحه على بقية زملائه العقداء صلاح الدين الصباغ ومحمد فهمي سعيد في وجوب جعله وصياً على العرش، ورغبة نور السعيد في استغلال هذا الشعور وانقياد الفريق طه الهاشمي إليه.كل ذلك أدى إلى نبوء الأمير عبد الله له منصب الوصايا على ابن أخته الملك فيصل الأول في غفلة من الزمن. مع أنه ينجح في دراسته في الإسكندرية ولا في وظيفته الصغيرة يوم عينه ياسين الهاشمي موظفاً صغيراً في وزارة الخارجية عام 1935.ولذلك نرى طه الهاشمي ينقل عن نوري السعيد قوله في المجلد الثالث من مذكراته: "أننا أخطأنا في جعل عبد الإله وصياً على العرش". ولكن شاء القدر أن يكون عبد الإله وصياً وولياً للعهد ليقضي على العائلة الهاشمية في العراق قضاء مبرماً واستبداله نظام الحكم الملكي بنظام الحكم الجمهوري، ومن يتمعن في تلابيب هذا الكتاب ويتبحر في سلوك عبد الإله وطغيانه يجد آثاراً مجسمة أدن إلى الإطاحة بنظام الحكم الملكي في العراق.