يلعب الإعلان في العصر الحاضر دورا ذا أهمية فعالة ومؤثرة في حياتنا، فلا يمكن تخيل يوما يمر بدون إعلان عن منتج أو نشاط ما، وفى ظل التطورات المختلفة – سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية - تغيرت معها مفاهيم وأنماط الإعلان عما كان قديما فبات يغلب عليه سرعة الإيقاع والخيال... ومن ثم تنوعت فروعه ومجالاته. ومع ميلاد التليفزيون في العصر الح...
قراءة الكل
يلعب الإعلان في العصر الحاضر دورا ذا أهمية فعالة ومؤثرة في حياتنا، فلا يمكن تخيل يوما يمر بدون إعلان عن منتج أو نشاط ما، وفى ظل التطورات المختلفة – سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية - تغيرت معها مفاهيم وأنماط الإعلان عما كان قديما فبات يغلب عليه سرعة الإيقاع والخيال... ومن ثم تنوعت فروعه ومجالاته. ومع ميلاد التليفزيون في العصر الحديث ظهر مجال إعلاني جديد ألا وهو "الإعلان التليفزيوني". فأصبح واحد من أهم فروع الإعلان في الوقت الحاضر، فكانت إعلانات التليفزيون في بادئ الأمر تعرض بشكل ثابت وبعد وقت وجيز بدأت الإعلانات المتحركة في الظهور، وقد مرت إعلانات التليفزيون بمراحل عديدة حتى وصلت إلى ما نراه اليوم. ومع التطور التكنولوجي في وسائل التصوير والإضاءة والاتصالات تطور معه شكل وأسلوب إنتاج الإعلان التليفزيوني، من حيث تصنيفه، وطريقة تنفيذه، والمؤثرات المستخدمة بصريا وسمعيا. وذلك لما له من تأثير نفسي فعال على المتلقي في مختلف البلاد عبر القنوات الفضائية المحلية والأجنبية. حيث يجمع بين الصوت والصورة والحركة والإضاءة واللون... ، ومن ثم تزيد فاعليته في التأثير على معرفة اتجاهات وسلوك المشاهدين والتي تكاد تقترب من الاتصـال الشخصي. كما يعبر إعلان التليفزيون عن طبيعة المجتمع الذي أنتج فيه، فهو النافذة التي تطل من خلالها مختلف الجنسيات على ذلك المجتمع، ونظرا لما يعانيه الإعلان التليفزيوني العربي من مشاكل تصميمية عديدة؛ بدءا من الفكرة التصميمية حتى خروج الإعلان في صورته النهائية، لذلك جاءت أهمية دراسة العناصر التصميمية المختلفة لإعلان التليفزيون (صوت، صورة، حركة، إضاءة، ديكورات..) محليا ودوليا، وذلك بهدف وضع صورة مستقبلية لكيفية توظيف تلك العناصر بحيث يتحقق التأثير والإقناع طبقا للمحلية والعالمية. فجاء هذا الكتاب ليشرح العناصر التصميمية المختلفة للإعلان التليفزيوني، ومن ثم إنتاجه، فالفصل الأول يوضح أهمية التليفزيون كوسيلة لإنتاج الإعلان التليفزيوني، وما له من أهمية مؤثرة على المشاهد. كذلك توضيح مفهوم الصور المتحركة وكيفية إدراكها. ثم الفصل الثاني والذي يهتم بدراسة التكوين في الإعلان التليفزيوني، وما هي القواعد والأسس الخاصة بعمل التكوين واختيار زوايا وارتفاعات الكاميرا بما يتلاءم مع المعنى الدلالي للفكرة الإعلانية، ثم خصص الفصلان الثالث والرابع للإضاءة لما لها من تأثير فعال على تصميم الإعلان التليفزيوني، فللإضاءة تأثير وسحر خاص على المشاهد فهي اللون الظاهر في الإعلان المتحرك وهي العنصر الأكثر نشاطاً، والذي قد يغفل على الكثيرين أهميتها في تطوير الإعلان التليفزيوني العربي، ليس ذلك فحسب بل تطرق الكتاب إلى إمكانية استخدام أشعة الليزر للخروج بالإعلان العربي إلى حيز التطوير والتقدم، ثم الفصل الخامس والذي يشرح مفهوم المونتاج والمؤثرات الخاصة سواء باستخدام الكمبيوتر، والمؤثرات الخاصة بالمكياج التي توصل إليها الغرب، وكيف يمكن الاستفادة منها في وطننا العربي بما يتلاءم مع ثقافتنا وهويتنا، أما الفصل السادس فيتحدث عن الإعلان المحلي والدولي الذي يعرض على القنوات الفضائية المختلفة الأوروبية والأمريكية، وجاء الفصل السابع ليقدم دراسة مقارنة بين الإعلانات التي تعرض بالوطن العربي ومثيلتها التي تعرض بالغرب للتعرف على أوجه القصور وكيف يمكن تطوير إعلاناتنا العربية، أما الفصل الأخير من الكتاب فيوضح رؤية الكاتبة التي توصلت إليها من إمكانية تطوير الإعلانات في الوطن العربي. وأخيرا تأمل الكاتبة أن يكون ذلك الكتاب هو البداية لمعرفة ما نواجهه من مشاكل في الإعلان التليفزيوني وما وصلنا إليه مقارنة بالدول المتطورة في ذلك المجال أملا في أن نصل إلى المستوى المأمول.