ما أروع أن يفجر الألم تدفقاً من الوجدان يحمله جمال فـي التعبير ورشاقة فـي الكلمة المغلفة بالحسرة والحب والشوق.تقول (سلاّمة) أنها لم تكن تعرف أن لها موهبة الكتابة حتى فارقها بدر وترك فـي قلبها جرحاً نازفاً لعلها لم تعرف كيف تداويه حتى تدفقت كلماتها وكأنها البلسم الذي قد لا يشفي جراحها العميقة ولكنه ربما خفف من حرارة لوعتها.تتحدث ...
قراءة الكل
ما أروع أن يفجر الألم تدفقاً من الوجدان يحمله جمال فـي التعبير ورشاقة فـي الكلمة المغلفة بالحسرة والحب والشوق.تقول (سلاّمة) أنها لم تكن تعرف أن لها موهبة الكتابة حتى فارقها بدر وترك فـي قلبها جرحاً نازفاً لعلها لم تعرف كيف تداويه حتى تدفقت كلماتها وكأنها البلسم الذي قد لا يشفي جراحها العميقة ولكنه ربما خفف من حرارة لوعتها.تتحدث (سلاّمة) عن بدر، ولكنها عبره، تتحدث عن ذاتها وعن بناتهما ميس، وسن وسمر وعن أسرة متماسكة متحابة متفاهمة. وبكلام شعري شفاف، نسافر معها فـي رحلة حياتها، فـي لمحات سعادتها، ووقفات عند علاقتها بعزيزها بدر، ومساجلتهما المحببة كلامياً أو كتابة، وندخل مساحات واسعة من فترات المعاناة مع مرضه ورعايته، تتضح عبرها مشاعر القلق والأسى يخالطها تذكر فترات التعب بل الإرهاق الذي كان يصيبها وهي تسهر على راحته ومسايرته، وحيدة بلا أمل، وبكثير من اليأس والشعور بالوحدة القاتلة وهي تراقب تدهور أحواله، وهروب ذلك العقل الوقاد الذي عرفته وعرفه قراء بدر وأصدقاؤه عبر مقالاته ونقاشاته (······) عبر كل هذه الأسطر الوجدانية العميقة تبرز صورة العائلة السعيدة المتكافئة؛ لمحات منها قبل مصابها تكفي لتعلمنا بمدى الخسارة الإنسانية التي حملها المصاب الذي امتد سنوات قبل أن يريح الله أبا ميس ويترك أم ميس لرعاية بناتها، وحيدة تعالج الفراغ الذي غزا قلبها بتدفق كلماتها الأدبية تعبر عن وجدانها العامر بالأحاسيس المتضاربة فتولد على المسرح الأدبي نجمة جديدة، ويبقى البيت الذي عمَره بدر عبد الحق بالفكر السياسي والكتابة مسرحاً للإبداع الأدبي والثقافة.ليلى شرف