تعد مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ المقاصد الأساسية التى أنزل الله من أجلها الكتب، وأرسل الرسل حتى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ". وجعل الله عز وجل لصاحب الخلق الحسن ما ليس لغيره من الأجر والثواب، فقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَن أَكْثَرِ مَا يُ...
قراءة الكل
تعد مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ المقاصد الأساسية التى أنزل الله من أجلها الكتب، وأرسل الرسل حتى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ". وجعل الله عز وجل لصاحب الخلق الحسن ما ليس لغيره من الأجر والثواب، فقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَن أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: "تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ". وعلى رأس مكارم الأخلاق، خلق الحياء فهو من صفات الله تعالى، وهو كذلك من صفات الملائكة الأبرار، وهو من شمائل الأنبياء والمرسلين، وهو سمة الصالحين، وعنوان الشرف، وخلق الإسلام، وأكرم لباس يلبسه العبد، وزينة كل شئ، وهو من الصفات التى يحبها الله تبارك وتعالى، وهو من الإيمان وقرينه وعلامة وجوده، بل هو الدين كله. ومع ذلك فقد زهد فيه بعض الناس، وأعرضوا عنه، بل وصدوا عنه صدودًا فخالفوا بذلك العقول السليمة، والفطر السوية المستقيمة، وحملهم على ذلك تقليد أعمى لمن لا دين له ولا خلاق من أهل الغرب الكافر أو الشرق الملحد، وأعرضوا عن هدى سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - وساعدهم على ذلك بعض وسائل الإعلام التى لا تراعى فى المسلمين إلًا ولا ذمة، بنشر الصور العارية تارة، وإذاعة الخنا والفجور أخرى، والتحريض على نبذ كل ما هو قديم، وإن كان من الدين ومن مكارم الأخلاق. فلعل هذه الكلمات تلقى آذانًا واعية عند هؤلاء فيراجعوا أنفسهم، ويرجعوا إلى دينهم ينهلوا من معينه الصافى ويتأسوا بنبيهم - صلى الله عليه وسلم - الذي ضرب للبشرية مثلًا أعلى للأخلاق السامية، والشمائل الشريفة.