ميزتان للفقراء... الضحك المفرط، والتناسل كذلك... ولأنهم يأتون-على غير العادة-من تكور الأنثى بزعيقهم، وضحكهم فإنهم لا يلبثوا أن يدخلوا في الحزن شيئاً فشيئاً... حد التلاحم... مفارقتان أيضاً... تناسلهم الموروث، وحزنهم المفرط في الضحك منذ الولادة... أمنت بالفقراء دائماً دائماً (يقول رجل)، ويمضي مبتسماً... ينسجون الليل رداء، والنهار ...
قراءة الكل
ميزتان للفقراء... الضحك المفرط، والتناسل كذلك... ولأنهم يأتون-على غير العادة-من تكور الأنثى بزعيقهم، وضحكهم فإنهم لا يلبثوا أن يدخلوا في الحزن شيئاً فشيئاً... حد التلاحم... مفارقتان أيضاً... تناسلهم الموروث، وحزنهم المفرط في الضحك منذ الولادة... أمنت بالفقراء دائماً دائماً (يقول رجل)، ويمضي مبتسماً... ينسجون الليل رداء، والنهار أقداماً (كان يقول)... لكن لماذا تتلبد ذاكرتهم بين بعيد المغرب، وحتى قبيل النهار التالي في ضحكهم المفرط كما خرجوا من تكور الأنثى... شيئاً فشيئاً حد التلاحم بالحزن (كان يفكرن وهو يكنس بقدميه طرقات القرية المعفرة)... ميزتان تتفرقا للفقراء-ربما بفعل العادة اليومية-... ضحكهم المفرط حد البكاء، وتناسلهم في الظلمة... كان (رجب) فقيراً... لم يحب الظلمة قط، ولم يفرط في الضحك... بيد أنه كان دائم الابتسام..."."روائح الفقراء" كتاب يحتفي بأفعال الفقراء، الذي يصنعون التاريخ... برغم أنهم كالومضات لا يشعر بهم أحد وهم يعبرون إلى الأمام...