محاولة لتذكير أفراد المجتمع بواجبهم الديني والأخلاقي نحو مكافحة الجوع والفقر؛ لأننا نعلم بأن الدافع الديني والأخلاقي هو من أبرز الدوافع للعطاء الاجتماعي عند المؤمنين بالكتب السماوية. إن العالم ينتفض من شبح الجوع الذي يجتاحه نتيجة أزمته المالية والاقتصادية التي أطاحت به، وحذر الخبراء من تلك الأزمة وما يمكن أن تؤدي إليه من تفاقم ح...
قراءة الكل
محاولة لتذكير أفراد المجتمع بواجبهم الديني والأخلاقي نحو مكافحة الجوع والفقر؛ لأننا نعلم بأن الدافع الديني والأخلاقي هو من أبرز الدوافع للعطاء الاجتماعي عند المؤمنين بالكتب السماوية. إن العالم ينتفض من شبح الجوع الذي يجتاحه نتيجة أزمته المالية والاقتصادية التي أطاحت به، وحذر الخبراء من تلك الأزمة وما يمكن أن تؤدي إليه من تفاقم حدة الفقر وارتفاع نسبة البطالة وتفاقم أزمتي الغذاء والطاقة، ويعني ذلك مجاعة رسمية تهدد دولاً عديدة كانت تحيا حياة رغدة، وتبعث بأهمية إيجاد طريقة للتخفيف من آثار العولمة السلبية من خلال تحفيز أفراد المجتمع وشركات القطاع الخاص للقيام بواجبهم. لقد ازداد مؤخراً على المستوى الوطني والدولي التحدث عما يسمى بالمسئولية الاجتماعية للشركات CSR، وقد أصبح دور القطاع الخاص محوريًّا في عملية التنمية، كذلك برز دور المنظمات غير الحكومية (المؤسسات والجمعيات الأهلية) الجادة والمؤهلة بوصفها واحدة من أهم آليات مكافحة الجوع والفقر في الدول النامية. إن الجوع مرفوض من الناحية الدينية والأخلاقية وإن القضاء عليه ليس واجباً دينيًّا وأخلاقيًّا فحسب، بل هو فكر صائب من الناحية الاقتصادية أيضاً حيث تعود منافعه على الأغنياء والفقراء على حد سواء؛ لذا أصبح هناك ضرورة أكيدة لتكوين شراكة Partnership حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية للقضاء على الجوع وسوء التغذية وتحقيق التنمية، وتفعيل هذه الشراكة مهم لشحذ مواردنا والاعتماد عليها وتوظيفها للتنمية، وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية؛ لأنه ليس من المجدي الاعتماد عليها في تنمية البلاد وتحقيق العدالة الاجتماعية.