التاوية أو الطاوية أو الداوية هي في الأصل إحدى مدارس الصين الفلسفية المائة التي ازدهرت في عصر الفلاسفة (من القرن السادس وحتى القرن الثالث ق.م) وكانت خالية من كل عناصر العقيدة ولم يكن لها أي طابع ديني خاص؛ ثم أصبحت بعد ذلك إحدى أكبر ديانات الصين الثلاثة القديمة التي ما تزال موجودة حتى الآن، وهي الكونفوشية، والتاوية، والبوذية؛ وتع...
قراءة الكل
التاوية أو الطاوية أو الداوية هي في الأصل إحدى مدارس الصين الفلسفية المائة التي ازدهرت في عصر الفلاسفة (من القرن السادس وحتى القرن الثالث ق.م) وكانت خالية من كل عناصر العقيدة ولم يكن لها أي طابع ديني خاص؛ ثم أصبحت بعد ذلك إحدى أكبر ديانات الصين الثلاثة القديمة التي ما تزال موجودة حتى الآن، وهي الكونفوشية، والتاوية، والبوذية؛ وتعتبر التاوية الثانية من حيث تأثيرها على المجتمع الصيني بعد الكونفوشية.ويعتبر عادة الحكيم الصيني القديم "لاو تسو" والذي ولد حوالى سنة 604 ق.م هو مؤسس التاوية الفلسفية.وقد استمرت تعاليم "لاو تسو" بكامل زخمها القديم من خلال بوذية الـ "تشي – آن" أو بوذية الـ "زن" والتي تلقى اليوم رواجا واسعا على النطاق العالمي، وتنتشر مدارسها في أوربا وأمريكا الشمالية.وفي الفلسفة الحديثة والمعاصرة نجد للتاو ذكرًا في كتابات هيجل، وشوبنهاور، ووصولا إلى هايدجر (ت 1976م) والذي طور خلال النصف الثاني من حياته الفكرية نهجًا فلسفيًا يقوم على الأفكار الرئيسية (للتاو – تي – تشينج)، أو كتاب الطريق والفضيلة للاو تسو.ولا يخفى تأثير التاوية على علم الطاقة الباطني الحديث بأشكاله وصوره المتعددة، يقول Dr Douglas K Chung - أستاذ علم الاجتماع الأمريكي- : "كثير من الناس يمارسون "الشي كونغ"، و"التاي شي شوان"، و"الإبر الصينية" يوميًا دون أن يعرفوا أنهم يمارسون الطاوية".فما هذه التاوية والتي يمارسها كثير من الناس دون أن يعرفوا؟!!! - متى نشأت؟- وعلى يد من كان ذلك؟.. وعلى يد من تطورت؟.- وما نطاق نفوذها؟.. وما مداه؟.- وما مبادئها؟. . وما عقائدها؟.. وما شرائعها؟.. ومن أين جاءت بها؟. وما أصداؤها، وما مقارباتها؟.- وما تقييمنا لها؟ .. وكيف يمكن تقويمها؟.هذا ما سيتبين لنا من خلال دراستنا هذه