إن الحروب - في الغالب - تحركها مصالح الدول والأفراد، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل الوسائل للحفاظ على مصالحها ونشر قيمها بعد أن انفردت بالسيطرة على العالم إثر سقوط الأنظمة الشيوعية، وإن مبرر الحرب موجود دائماً، وخاصة في ظل سيطرة العالم الغربي الهرم المتمتع بالثراء والسيطرة العسكرية والمالية والاقتصادية، وبين بقية دول العا...
قراءة الكل
إن الحروب - في الغالب - تحركها مصالح الدول والأفراد، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل الوسائل للحفاظ على مصالحها ونشر قيمها بعد أن انفردت بالسيطرة على العالم إثر سقوط الأنظمة الشيوعية، وإن مبرر الحرب موجود دائماً، وخاصة في ظل سيطرة العالم الغربي الهرم المتمتع بالثراء والسيطرة العسكرية والمالية والاقتصادية، وبين بقية دول العالم التي تعاني الاكتظاظ السكاني والفقر والميراث الاستعماري الذي نهب خيراتها، وبين سعي هذه الدول إلى الانطلاق من أسر الفقر والتبعية كما في قارة آسيا؛ أكبر قارات العالم من حيث السكان وأكثرها رغبة في الانطلاق وامتلاكاً لأسباب النهوض، مما يخلق أسباب التصادم بين مصالح الدول الغربية المسيطرة بقيمها وحضارتها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تجعل منها النموذج الذي يسود العالم، وبين قارة آسيا بسعيها للحفاظ على خصوصيتها الثقافية ورغبتها في الانطلاق الحضاري المعبر عن شخصيتها الشرقية المميزة عن الغرب، مما ينتج عن صراع المصالح والقيم بين العالم الغربي والشرقي احتمال تفجر حرب كبرى في آسيا بسبب التحدي الآسيوي، ومعاناة أوربا خلال القرن العشرين من حربين مدمرتين، ولأن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على ألا تجعل من أراضيها مسرحاً لأي حرب، وأن أفريقيا لا تمتلك مقومات النزاع مع الغرب.