يتضمن هذا الديوان الشعري للشاعر الإماراتي، كثيراً من المطر المتساقط على "البحر الذي ليس قبله شيء"، وعلى ساحله الذي أمضى فيه صباه وطفولته: "هذا الساحل أعرفه كراحة يدي"، و"أعرف يمكنني اللعب هنا وأدرك يمكن دفن الأحلام ويمكن أيضاً دفن الحزن هنا". وعلى البحر الذي امتزج بفتاته: صرتِ في البحر، صار البحر فيكِ"، و"عشتُ البحر سكبته في كأس...
قراءة الكل
يتضمن هذا الديوان الشعري للشاعر الإماراتي، كثيراً من المطر المتساقط على "البحر الذي ليس قبله شيء"، وعلى ساحله الذي أمضى فيه صباه وطفولته: "هذا الساحل أعرفه كراحة يدي"، و"أعرف يمكنني اللعب هنا وأدرك يمكن دفن الأحلام ويمكن أيضاً دفن الحزن هنا". وعلى البحر الذي امتزج بفتاته: صرتِ في البحر، صار البحر فيكِ"، و"عشتُ البحر سكبته في كأس الليل وتجرعته بَيدَ أني مع ذلك ما عرفته حتى جئتِ جئتِ فعرفتُ البحر"، و"سأخبر البحارة عنك عن تأملنا أمام البحر لليال بانتظارهم". كما أنها أيضاً تمطر على بحر خاص "لأحلام القديسين": الرنين يأتي من نواقيس الكنيسة حيث أقف مستظلاً بالأشجار العالية ورذاذ المطر يقطرُ من معطفي".يعبّر الشاعر عن مزيج مشاعر جيّاشة من الحزن والحنين والذكريات التي تطال الأمس وتأتي من مدن بعيدة: "تجلسين في قطار على كرسي ليس لكِ عصفورة في قفص في قطار الصباح نحو سان بطرسبيرغ"، و"يلزمنا وقت كي نعرف أن الحياة تدور برتابتها في كل المدن لا مستقبل هنا أو هناك لا يوجد سوى الآن الآن فقط". كما الذكريات التي تطال الأبعد من الأمس، في عودة لأيام الطفولة ولليالي أول غرام: "تستيقظ فيّ أحلام ضائعة للصبي يركض مبدداً رغباته فوق السواحل"، وأسأل مستحضراً الأماسي التي لا تعود الشموع التي ذابت والصباحات التي ذبلت". لكن الذكريات بكلتا الحالتين تحتاج إلى دواء للشفاء منها: "أقول، فيما أجلس وحيداً أمام طاولة الليل هواء الشرق سيجفف الحزن بالهواء وحده سوف أشفى".والاستنتاجات التي يأتي بها المستقبل مختلفة عن قناعات الأمس، فبالرغم من كل شيء، يبقى للأوهام سحراً وضرورة: "يا لروعة أوهامنا الصغيرة حين نبتكر شكلاً جديد لشيء، ربما لن يجيء، ونواصل السير فوق هضاب أيامنا في سكون"، كما أننا "سنصل آخر العمر حاضنين لهاث الحب تاركين المطر ينهمر بشدّة فوقنا".ديوان من الشعر الوجداني الجميل والصادق، يخرج صافياً من قلب الشاعر ووجدانه: "هكذا تركتُ القلب في مهبّ الرياح رياح الكلمات والأخيلة"، ليصل مباشرة إلى قلب القارئ ووجدانه.