هذا الكتاب شاهد على انهيار المرويات الكبرى التي أسستها ثقافة الدولة الوطنية في العراق. وهو أيضاً، جزء من عمل نقدي يحاول أن يراجع الثوابت التي رسختها هذه الثقافة، والتي أوصلتها إلى لحظة الأزمة، والتفكك بالتالي. إنه جزء من تحد أشمل يواجه العراقيين، يتمثل في طريقة التعامل مع الماضي، إذ لم تتمكن السنوات التي تلت سقوط نظام صدام حسين ...
قراءة الكل
هذا الكتاب شاهد على انهيار المرويات الكبرى التي أسستها ثقافة الدولة الوطنية في العراق. وهو أيضاً، جزء من عمل نقدي يحاول أن يراجع الثوابت التي رسختها هذه الثقافة، والتي أوصلتها إلى لحظة الأزمة، والتفكك بالتالي. إنه جزء من تحد أشمل يواجه العراقيين، يتمثل في طريقة التعامل مع الماضي، إذ لم تتمكن السنوات التي تلت سقوط نظام صدام حسين في بناء اتفاق تاريخي على كيفية قراءة الماضي، سواء في تقييم أحداثه، أو في توفير العدالة لأطرافه، أو في رسم سياسات يجري من خلالها التعامل مع مؤسساته وتراثه.لقد ظل كل ذلك مثار خلافات وشقاقات وطنية عميقة، فالماضي لم يصبح بعد مادة مستقلة، قابلة للنقد والفحص. إنه لا يزال جزءاً من الصراع السياسي. وعلى نحو أكثر تجريداً، إنه جزء من أزمة الذاكرة المنقسمة.هذا الكتاب، أيضاً، شكل من أشكال النوستالجيا، إنه استعادة للحماسة والاندفاع اللذين طبعاً عملنا وتفكيرنا في العراق، استعادة للحكلم، بكل طموحه وشبابه وفوضاه ونضجه ونزقه.لقد بدأ الحلم يتكسر، لا لأن الواقع أنضج من الحلم، والحلم هو مجرد مثال، بل لأن الواقع هو أكثر وحشية من الحلم.وبالتالي، هذا الكتاب ليس مجرد توثيق، ولا إدامة نقاش لموضوعات كبرى. إنه، أيضاً وأولاً، دفاع عن حلم.