مما يؤسف له أن تاريخ العلم جانب مُهمَل من التاريخ، رغم أن أثره على حياتنا اليومية واضح لا مراء فيه، ورغم أن دراسة تاريخ العلوم تلقي ضوءاً هاماً على ماضي الإنسان بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والحربية وما إلى ذلك. ولعل السر في ذلك عزوف العلماء الذين يكرسون حياتهم لخدمة العلم عن طلب الشهرة، وإيثارهم حياة العزلة، ضناً بوقت...
قراءة الكل
مما يؤسف له أن تاريخ العلم جانب مُهمَل من التاريخ، رغم أن أثره على حياتنا اليومية واضح لا مراء فيه، ورغم أن دراسة تاريخ العلوم تلقي ضوءاً هاماً على ماضي الإنسان بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والحربية وما إلى ذلك. ولعل السر في ذلك عزوف العلماء الذين يكرسون حياتهم لخدمة العلم عن طلب الشهرة، وإيثارهم حياة العزلة، ضناً بوقتهم على أن يبددوه فيما لا ينفع ولا يفيد غايات البحث العلمي.وهذا الكتاب يسعى إلى سد هذه الثغرة، حيث يعرض لنا حياة 18 رجلاً من هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين ساهم كل منهم بمكتشفاته في صنع الحاضر، ومنهم جاليليو ولابلاس وهاملتون وفرانكلين ولافوازييه وهارفي وبافلوف وغيرهم ممن لا تزال نظرياتهم تدرس في الجامعات والمدارس وهم، وإن كانوا قد رحلوا عنا بأجسادهم، إلا أن وجودهم ما زال مؤثراً بيننا، حيث يتجسد في النظام الصناعي الذي يحيط بنا وتلعب أفكارهم دورها داخل أدمغتنا، ونحن نصور لأنفسنا ذلك العالم الذي نحيا فيه وموضعنا منه وفق مكتشفاتهم ومبتكراتهم.