ثمة بالفعل "حداثات" عابرة، تسعى لمواءمة تقليد عريق مع موضة يوم واحد. إن هذا الصنف من الحداثات ينشأ في حاضر مباشر، من العصي أن يبقى بعد مضي ذلك الحاضر. وثمة حداثات أخرى تنطلق من منعرج كبير، من الرجوع إلى الأصول، للبحث فيها عن سبل الإخلاص الحقيقي في وضع تاريخي غير مسبوق.إن فكر إقبال من هذا الضرب الثاني، أنه تجسيد نادر وقوي لذلك ال...
قراءة الكل
ثمة بالفعل "حداثات" عابرة، تسعى لمواءمة تقليد عريق مع موضة يوم واحد. إن هذا الصنف من الحداثات ينشأ في حاضر مباشر، من العصي أن يبقى بعد مضي ذلك الحاضر. وثمة حداثات أخرى تنطلق من منعرج كبير، من الرجوع إلى الأصول، للبحث فيها عن سبل الإخلاص الحقيقي في وضع تاريخي غير مسبوق.إن فكر إقبال من هذا الضرب الثاني، أنه تجسيد نادر وقوي لذلك المسلك. في مساره يلتقي مفكرون ونصوص من مناح شتى، في تبادل ثقافي مثمر: نيتشه وبرغسون، الحلاج والرومي وغير هؤلاء، الذين يرجع إليهم في قراءته الجديدة للقرآن.ما زلنا إذن بحاجة إلى قراءة إقبال، كل منا بطريقته الخاصة. فنحن على سبيل المثال – قراء برغسون بالأمس وهايدغر اليوم - نبحث عن فهم آخر للزمن المعيش وللتاريخية، في ما وراء التجمد الموضوعي والمكاني للزمن الكوني، ولذا نحتاج من أجل إعادة النظر في كل تلك الأمور إلى التأويل الجديد الذي يقدمه إقبال لمفهوم "القدر" القرآني. كما أننا نستفيد بصفتنا قراء نيتشه من استيعاب إقبال لمفهوم الإنسان الأعلى في سياق مقولة "الإنسان الكامل" المعروفة في التقليد الصوفي.