كانت مصر في الأيام الخوالي - قبل 1952- ملجئًا وحضنا متسامحًا لكل طوائف المجتمع وللقادمين لها من كل صوب واتجاه، وعاش اليهود في كنفها آمنين سالمين، وتتدرجوا مناصب عليا وامتلكوا كتل واستثمارات اقتصادية مثل صيدناوى وشيكوريل و بنزايون ناهيك عن ومصانع الغزل والنسيج وزراعة القطن والأرز وصناعة السكر.وكان دستور 1923 يدعو إلى المساواة دون...
قراءة الكل
كانت مصر في الأيام الخوالي - قبل 1952- ملجئًا وحضنا متسامحًا لكل طوائف المجتمع وللقادمين لها من كل صوب واتجاه، وعاش اليهود في كنفها آمنين سالمين، وتتدرجوا مناصب عليا وامتلكوا كتل واستثمارات اقتصادية مثل صيدناوى وشيكوريل و بنزايون ناهيك عن ومصانع الغزل والنسيج وزراعة القطن والأرز وصناعة السكر.وكان دستور 1923 يدعو إلى المساواة دون تمييز في الحقوق المدنية والسياسية سواء في الجنس أو العرق أو الدين.وكانت "المصرية" هى أول دين يعتنقه المصريون قبل أي ديانة أخرى، هكذا بدأ مؤلف كتابنا "يهود ولكن مصريون" الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، فقد كانت -لاحظ الفعل هنا في الماضي- مصر هي المعبود والوطن في آن واحد، وحين ظهرت الديانات الوضعية أو السماوية اختلف المصريون حولها، ولكن ظلت مصر فوق كل اختلاف وكل دين.وفي التاريخ الحديث، ظهرت إسرائيل، دولة على بوابة مصر الشرقية لتجمع اليهود من مختلف البقاع، واتجهت الأنظار ناحية اليهود المصريين دون غيرهم من يهود العالم، لترى ماذا هم فاعلون؟ هل سيغلبون يهوديتهم على مصريين أم العكس؟ هل هم مصريون ولكن يهود أم يهود ولكن مصريون؟ ويتحدث هذا الكتاب عن حياة الفنانين المصريين من اليهود، ومواقفهم السياسية من القضايا الوطنية التي كانت مطروحة على الساحة. ومدى تجاوبهم معها سلبًا أم إيجابًا.يتكون الكتاب من عشرة فصول الأول بنفس عنوان الكتاب "يهود ولكن مصريون" والثاني للعاشر يستعرض كل فصل فيهم واحد من الفنانين / الفنانات اللذين / اللاتي عاشوا في مصر بدء من يعقوب صنوع وكاميليا وداود حسني مرورًا براقية إبراهيم وتوجو مزراحي وليلي مراد حتى منير مراد ونجمة إبراهيم ونهاية بنجوى سالم.