لقد ظهرت دراسات كثيرة عن المجتمع الأردني قام بها مؤلفون محليون. ولكن سليمان أحمد عبيدات نهج في هذا الكتاب منهجاً مختلفاً، حيث وازن فيه بين: الوصف، والتحليل، وتقصي الجذور التاريخية لكثير من: العادات، والتقاليد، والقيم. وقد اعتمد في ذلك: نمطين من المراجع، والمصادر، ليكون أحدهما حكماً للآخر، وميزاناً له. وعلى هذا فإن اعتمد على المؤ...
قراءة الكل
لقد ظهرت دراسات كثيرة عن المجتمع الأردني قام بها مؤلفون محليون. ولكن سليمان أحمد عبيدات نهج في هذا الكتاب منهجاً مختلفاً، حيث وازن فيه بين: الوصف، والتحليل، وتقصي الجذور التاريخية لكثير من: العادات، والتقاليد، والقيم. وقد اعتمد في ذلك: نمطين من المراجع، والمصادر، ليكون أحدهما حكماً للآخر، وميزاناً له. وعلى هذا فإن اعتمد على المؤلفات التي كتبت عن عادات الأردن. كما واعتمد أيضاً على دراسة ميدانية قام بها طلاب مساق أساليب تدريس الاجتماعيات في الجامعة الأردنية في كلية التربية حيث أعدوا تقارير مختلفة عن: عادات، وتقاليد، وقيم الأردن، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. واعتمد في ذلك على مقابلة العديد من أبناء الأردن، وممن لهم اهتمامات كبيرة في هذا المجال. كما وأضاف إلى ذلك كثيراً من خبرته عن المجتمع الأردني، واهتماماته في دراسته، وقد ساعده في ذلك، دراسة ميدانية جمعها في كتاب أسماه: "التطور الحضاري لقضاء بني كنانه في محافظة أربد من عام 1900-1984". حيث يمثل شريحة واسعة من محافظة اربد. إن لم نقل يعكس الكثير من عادات وتقاليد وقيم الأردن جميعه. ولما كان التزاوج أساس الوجود البشري، ولولاه لانعدمت الحياة البشرية على الأرض، ولأصاب المجتمعات التقلص، فالاندثار فقد خصص المؤلف جزءاً كبيراً من هذا الكتاب لبحث الزواج في المجتمع الأردني، على أساس أن الزواج يشكل الأساس وغيره يشكل الفروع. هذا وقد قسم المؤلف كتابه على أربعة عشر فصلاً تناول في الفصل الأول مفاهيم عامة في: العادات، والتقاليد والقيم، ليضع أمام ناظري القارئ تصوراُ واضحاً لها، حتى إذا ما درس ظاهرة معينة في هذا الكتاب، استطاع أن يميز فيها بين: العادة، والتقليد، والقيمة. وتناول في الفصل الثاني: الشركس وتقاليدهم، لا لأنهم شعب مختلف في ولائه وانتمائه، وإنما لأن الدراسات حول تقاليدهم لا تصل إلى كثير من القراء. وخصص للخطبة والزواج ستة فصول متتالية هي: الثالث، الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن، وبين في هذه الفصل الجذور التاريخية لكثير من العادات، لأن العادات بطبيعتها لا تظهر أو تختفي في المجتمع فجأة، بل هي نتيجة لتفاعل أفراد المجتمع مع بعضهم، خلال حقب تاريخية متتالية، تعرضت فيها إلى كثير من التغير والتطوير، حتى جاءت إلينا كما نراها الآن ونلمسها. وتناول في الفصل التاسع أنماط التحية في الأردن، وما أضيف من أنماط جديدة، نتيجة لتفاعل المجتمع الأردني مع غيره من المجتمعات الأخرى وأشار إليها على أنها نوع من الموضات، لم تدخل بعد في عموميات الثقافة، أو خصوصياتها، فهي متغيرات أو بدائل قد يلفظها المجتمع أو يحتويها. وتناول في الفصل العاشر الطب الشعبي والأمثال الشعبية بنوع من الإيجاز. أما في الفصل الحادي عشر فقد تناول: الوفاة، ومراسيمها، والتركيز على القهوة السادة، والقواعد السلوكية المتصلة بها. وتناول في الفصل الثاني عشر، الاعتقادات، والخرافات السائدة. وبين فيه الجذور التاريخية لهذه الاعتقادات. كما أورد بشيء من التفصيل رأي الدين في الدن، ووازن بين هذا الرأي وبين ما يحمله الناس من اعتقادات وأسند ذلك إلى عوامل: تاريخية، وحضارية، ونفسية، متشابكة. تناول في الفصل الثالث عشر القضاء البدوي ومبرراته وأبرز نوع القضايا البدوية، التي بدأت فئات كثيرة من المجتمع الأردني تأخذ بها، بعد أن رأت فيها ما يساعد على حل كثير من قضاياها التي تتعلق: بقضايا القتل العمد، والقتل الخطأ، وقضايا العرض. أما في الفصل الرابع عشر والأخير فقد تناول: طراز المساكن قديماً وحديثاً، كما تناول زي اللباس عند الناس والرجال. وتطوره على مر الأزمان وقد قام في هذا الفصل بإسناد الزي إلى مصدره الذي جاء منه.