اتجاهات فكرية في الأدب التونسي الحديث دراسة تعنى بدراسة الاتجاهات الواضحة في الحركة الأدبية التونسية التي بدأت تعطي ثمارها منذ فجر الاستقلال إذ لم تسبقه بشهور أو بعام واحد لا أكثر، والتي استمرت في ظله مرسية قواعدها الفكرية مؤثرة في حياة القارئ الجديد للأدب، وفي شخصية الأدباء الشباب تاركة لهم أرضية للانطلاق، يقطف من ثمارها الإنتا...
قراءة الكل
اتجاهات فكرية في الأدب التونسي الحديث دراسة تعنى بدراسة الاتجاهات الواضحة في الحركة الأدبية التونسية التي بدأت تعطي ثمارها منذ فجر الاستقلال إذ لم تسبقه بشهور أو بعام واحد لا أكثر، والتي استمرت في ظله مرسية قواعدها الفكرية مؤثرة في حياة القارئ الجديد للأدب، وفي شخصية الأدباء الشباب تاركة لهم أرضية للانطلاق، يقطف من ثمارها الإنتاج الموجود الآن في أدب الكتّاب التونسيين من قصة وشعر ورواية ومسرحية, ويحدد الباحث ألوان هذه الاتجاهات بمؤشرات مادية ظهرت على المسرح الأدبي ممثلة بصدور أثرين مهمين أولهما رواية "السد" للأديب التونسي الكبير محمد المسعودي، وثانيها "مجلة الفكر" للأديب التونسي الكبير محمد مزالي في سنة واحدة هي سنة 1955 وقبيل الاستقلال بشهر تقريباً. وثالث هذه الاتجاهات أو المدارس تمثلت لدى الباحث في شخص الأديب القصصي محمد العروسي المطوي والذي تمثّل القواعد الأولى للحركة الأدبية الحديثة التي حددت زمنيها في تونس. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة لم يدخل ضمنها الشعراء في تلك الفترة وإن كان من الأجدى لو تمكن الباحث من ضمهم إليها، ويعلل الباحث ذلك بأن الموقف الشعري في الأدب العربي الحديث عامة شكل موقفاً جديداً في الأدب أو فلسفة واضحة كما فعلت الرواية والقصة المسرحية وأحياناً المقالة، لذا أبقى الباحث تناول الشعر فيه مطوياً في الوقت الحاضر على الأقل. وباكتفاء الدراسة بهذه الشخصيات الأدبية الثلاث محمود المسعدي، محمد مزالي، محمد العروسي المطوي، وبالاكتفاء بالموقف الفلسفي لكل من الأول والثاني على أساس أنهما على طرفي نقيض من النظرة الفلسفية للأدب ووظيفته والإنسان وماهيته وموقفه من الحياة والكون، يكون الباحث قد وصل إلى أهم اتجاهين تدور من خلالهما الحركة الأدبية في تونس وتنشأ حولهما الاتجاهات المختلفة، وما كان يدور منها في فلكيها أو ما تمرد عنهما ليرتاد آفاقاً أخرى.