(ايفي لي) صحافي محترف ظهر مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة، واشتهر حيث عرض خدماته على أحد كبار رجال المال في الولايات المتحدة الذين كانوا في في تلك الفترة يواجهون بنقد شديد من قبل الصحافة، وكراهية من الشعب. واستطاع هذا الرجل أن يغير صورته في المخيلة الأمريكية من شخصية بشعة وبخيلة حقيرة ودنيئة، إلى صورة المليونير الطيب الإن...
قراءة الكل
(ايفي لي) صحافي محترف ظهر مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة، واشتهر حيث عرض خدماته على أحد كبار رجال المال في الولايات المتحدة الذين كانوا في في تلك الفترة يواجهون بنقد شديد من قبل الصحافة، وكراهية من الشعب. واستطاع هذا الرجل أن يغير صورته في المخيلة الأمريكية من شخصية بشعة وبخيلة حقيرة ودنيئة، إلى صورة المليونير الطيب الإنسان الذي ينفق أمواله من أجل إنقاذ الإنسانية المعذبة، يحنو على المرضى والفقراء، ويشفق على العمال، ويشارك الأطفال فرحتهم بتوفير سبل اللعب، ويقاسم الفقراء والمعذبين آلامهم ويدعمهم من خلال مؤسسات اجتماعية خاصة تعينهم، وتنفق المال حباً للفقراء المساكين وأبناء السبيل واليتامى. هذا الرجل استطاع أن يحقق شهرة عالمية واسعة وأن ينجز تجربة غنية تطورت حتى أعلن في العام 1919م عن ولادة عالم العلاقات العامة، من رحم التجربة الغنية (لايفي لي) الذي سمي منذ ذلك (أبو العلاقات العامة) لم يكن (لي) مجرد رجل أفاق (فهلوي) بل كان ذا وعي نظري ممنهج بطبيعة النشاط الذي قام به، الأمر الذي أسرى بالفعل أرضية صلبة لعلم واصل اتساعه وتألقه ليكون له شأن كبير في عالم (القرية الصغيرة) التي لا تنفك تولد رياح التجديد حاملة معها بذور قيم جديدة، لربما كان من أبرز أعلامها ما يعرف اليوم بـ (العولمة) (والخصخصة) وغيرها من مفردات صراع الأقوياء.وإزاء هذه القيم المتجددة والتي تفرض على المؤسسات العربية العصرية أعباء ومسؤوليات لم تكن ملزمة بتبنيها فيما مضى، يثور في النفس شعور بالخيبة حين سماع أحمد كبار رجال الإدارة في العالم العربي يقول بأن: العلاقات العامة التي أصبحت من المصطلحات المألوفة والمتداولة في لغة الإدارة العصرية لم تتجاوز في مؤسسات العالم العربي، بصفة أنها مهنة من لا مهنة له من موظفي المؤسسة. وأنها تكاد عديمة الاعتبار إما لعدم إلمام المسؤول الموكل بأساسياتها، وأهليته لتحمل مسؤولياتها، أو لعدم استيعاب صانعي القرار لأهميتها، وماهيتها ومستلزماتها، والإمكانيات التي يجب إفرادها لمتولي هذه المسؤولية.ورغم التفهم الذي يمكن ايلاؤه لقضية غياب النموذج العربي الناجح والمؤثر في ميدان العلاقات العامة، والفرق الشاسع الذي يحول دون الاستفادة من تجربة المؤسسة الأوروبية الناجحة في ميدان العلاقات العامة وذلك للخلاف الجوهري في المناخات المؤسسية والثقافية والحضارية بين مؤسسات دول العالم الثالث ومؤسسات الدول المتطورة، إلا أن الركون طويلاً لهذا الاعتبار حالة عديمة مقيتة لا يمكن الخروج منها إلا بإضافة شمعة في الظلام، وتزويد الموظفين المكلفين بمهام العلاقات العامة بأسس ومبادئ ينبغي الإلمام بها قاعدة لأي رغبة في التطور المهني في هذا المجال، وذلك من خلال دليل معني تطبيقي، لا من خلال بحث علمي أكاديمي رصين. ومن هنا فقد راعينا في هذا الكتاب البساطة التي تتنافى والسذاجة التي كثيراً ما تختلط بها، كما راعينا الشمولية التي تتنافى، والسطحية التي غالباً ما تشوبها. وإن كان حقاً أن طاقة الإنسان قاصرة أو أن نتاجه دوماً مفتقر للكمال، وأن المكتبة المتاحة خالية من مرجع يفيد فيما اختطينا من سبيل، فإن الجهد الذي بذلناه هنا، يستحق أيضاً، التأمل والتدبر والنقد البناء، نحو مزيد من التطور بإذن الله وأملنا أن يستفيد من هذا الكتاب كل المهتمين والموظفين والدارسين للعلاقات العامة.