أشاح قاسم بيده وقال: مازلت صغيرة العقل، وجدانك مغلق على خرافة الوطن، أين الوطن يا ذات المثل في هذا البحر الشاسع الذي نعيش فيه منذ أسبوعين، لماذا لم يهب أحد رجاله لإنقاذ أسرة ترفض كل أرض استقبالها.. لا أرض مات فيها الأب، ولا أرض تنتمي إليها الأم.. هل تعتقدين أننا تكيفنا مع وضعنا هذا، هل تعتقدين أن حركتنا وكلامنا وضحكنا وعبثنا وهز...
قراءة الكل
أشاح قاسم بيده وقال: مازلت صغيرة العقل، وجدانك مغلق على خرافة الوطن، أين الوطن يا ذات المثل في هذا البحر الشاسع الذي نعيش فيه منذ أسبوعين، لماذا لم يهب أحد رجاله لإنقاذ أسرة ترفض كل أرض استقبالها.. لا أرض مات فيها الأب، ولا أرض تنتمي إليها الأم.. هل تعتقدين أننا تكيفنا مع وضعنا هذا، هل تعتقدين أن حركتنا وكلامنا وضحكنا وعبثنا وهزليتنا وعملك، أشياء تعطي لتغربنا لوناً جديداً؟!! هو لون واحد يا فنانة، هو الضياع الأسود، والشتات الأسود، لن يتغير هذا اللون إلا إذا سعينا لتغييره، لون أسود كئيب قاتم بلا معنى.. لماذا تخيفك فكرة سفري إلى أرض جديدة، لماذا تقفين في وجه أمل جديد...؟قالت ريم هي تكز على أسنانها: أقف في وجه لجوء جديد وغربة جديدة.. أقف في وجه فرقة قادمة، وأنفاس عزيزة أخرى تلفظ على فراش بارد في غربة قاسية.. في النهاية سنلفظها على فراش غريب بارد، فلماذا لا يكون فراشاً أمريكياً فاخراً؟ نظرت إليه ريم بسخط وتركته وغادرت إلى أنها فقال وهو يعطي ظهره للبحر: الفراش العربي أشواكه كثيرة.. لست مجرماً إن بحثت لنفسي عن فراش أكثر راحة لأموت عليه..