يقوم هذا البحث بتحليل ودراسة مدى إمكانية كونفيدرالية بين الأردن والكيان الفلسطيني، وبالتالي سيجيب عن تساؤلات ما إذا كانت هذه الكونفيدرالية ستمثل متطلباً أساسيا للوصول إلى جل نهائي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل؟، وما يتبع ذلك من إدراك لطبيعة المصالح الأردنية والفلسطينية من تحقق خيار الكونفدرالية كحل نهائي للقضية الفلسطينية، ومدى...
قراءة الكل
يقوم هذا البحث بتحليل ودراسة مدى إمكانية كونفيدرالية بين الأردن والكيان الفلسطيني، وبالتالي سيجيب عن تساؤلات ما إذا كانت هذه الكونفيدرالية ستمثل متطلباً أساسيا للوصول إلى جل نهائي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل؟، وما يتبع ذلك من إدراك لطبيعة المصالح الأردنية والفلسطينية من تحقق خيار الكونفدرالية كحل نهائي للقضية الفلسطينية، ومدى إمكانية تحقق المصلحة للطرفين من هذا الخيار الكونفيدرالي.وبمعنى آخر يقوم هذا البحث باستشراف وتحديد التصورات المستقبلية لهذه العلاقة بين الطرفين الأردني والفلسطيني، وعلاقتها في إيجاد الحل النهائي للقضية الفلسطينية. ويسعى البحث إلى استشراف هذا المستقبل من خلال دراسة وتحديد أهم العوامل والمعوقات أو التحديات التي تواجه الخيار الكونفيدرالي، مع تحديد مصالح كل طرف من الأطراف المعنية به، ومدى إمكانية تنفيذ وتحقيق تلك المصالح على الواقع، وبالتالي إمكانية صناعة الوضع المرغوب به من قبل هذه الأطراف.ويتداخل الإطار الزمني لهذه الدراسة بين البعد المستقبلي، الذي يرتبط بمفاوضات الحل النهائي في نهاية التسعينات، وبين الواقع المعاصر بدءاً من مفاوضات مدريد 1991، واتفاقيات أوسلو 1993، ومعاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية 1994. وبمعنى آخر، فالبعد المستقبلي الذي تقصده الدراسة هو "المدة التي لا تختفي فيها كل أو معظم متغيرات الحاضر" كذلك، سعت الدراسة، من خلال تناولها لخلفيات تاريخية في حالات معينة، إلى تحديد كيفية تأثير ارتباط هذه الخلفيات في الواقع الحالي ومدى انعكاسها على تحقيق خيار الكونفيدرالية مستقبلاً، دون الغوص في دراسة ذلك الواقع التاريخي.وفيما يعلق بمفاهيم هذه الدراسة، فتتمثل أهم المفاهيم المحورية في مفهوم خيار الكونفيدرالية. وبشكل عام، فقد تم تناول هذا المفهوم على أساس أنه خيار بديل أو ناتج عن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة، يتم بواسطته حل مشكلة القضية الفلسطينية. وبغض النظر عن صواب هذا الأمر أو خطأه. حيث سعت الدراسة إلى تحديد مدى احتمالية هذا الخيار في ضوء معطيات الواقع المحلية والإقليمية والدولية، السياسية منها والاقتصادية والأمنية. أما من حيث مضمون مفهوم الكونفيدرالية فقد تم تناوله ضمن مدخل نظري خاص كما حددته أدبيات علم السياسة. وذلك في الفصل الثاني. أما مصطلح التسوية أو الحل النهائي للقضية الفلسطينية، فيقصد به أي تسوية سياسية تتم بين الطرفين الفلسطيني-الإسرائيلي من خلال مفاوضات المرحلة النهائية، التي يفترض أن تتم في وقت ما بين هذين الطرفين، كما حددتها سابقاً اتفاقات أوسلو.وينطلق هذا البحث في دراسته لخيار الكونفيدرالية من منطلق خيار التسوية السلمية للقضية الفلسطينية والذي تمثل في اتفاقيات أوسلو. أو بمعنى آخر، استمرار العملية السلمية والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.