تتميز محافظة أسيوط بأنها أقدم الأماكن الحضارية في التاريخ القديم حيث تعود نشأتها إلى 5000 سنة قبل الميلاد ، وفيها ظهرت حضارة (دير تاسا والبداري) وهما من أقدم الحضارات الإنسانية في عصور ما قبل الأسرات .وقد اشتهرت أسيوط كمركز تجاري منذ القدم وقامت فيها مراكز حرفية منها حرفة التلي التي اشتهرت بما فيها من رموز ووحدات زخرفيه مستمدة م...
قراءة الكل
تتميز محافظة أسيوط بأنها أقدم الأماكن الحضارية في التاريخ القديم حيث تعود نشأتها إلى 5000 سنة قبل الميلاد ، وفيها ظهرت حضارة (دير تاسا والبداري) وهما من أقدم الحضارات الإنسانية في عصور ما قبل الأسرات .وقد اشتهرت أسيوط كمركز تجاري منذ القدم وقامت فيها مراكز حرفية منها حرفة التلي التي اشتهرت بما فيها من رموز ووحدات زخرفيه مستمدة من الموروث الشعبي لمصر بشكل عام وصعيد مصر بشكل خاص ، حيث استخدمت الخيوط الذهبية والفضية في إثراء نسيج التلي بتلك الوحدات الزخرفيه لأزياء النساء في تلك الفترة .والتلي هو فن وحرفه نسائیة يدوية انتشرت في الدول العربیة بشكل كبیر جدا بین النساء لتطريز الأثواب النسائیة كوسیلة لكسب الرزق ، فهو عبارة عن شريط مطرز منسوج من خیوط قطنیة مع خيوط ذهبية أو خيوط فضیة وأخرى لامعة وملونه، وتستخدم هذه الأشرطة في تزيین أكمام وياقات الأثواب والسراويل النسائیة .وقد انحصرت ممارسة فن وحرفة التلي في البیوت وبین الأقارب والجیران ، وتوارثت من الجدات إلى الأمهات إلى البنات ، ولم يكن لها سوقا ومحلات للترويج ، ويطلق على أداة نسج التلي "الكاجوجة" وھي عبارة عن وسادة مستندة على قاعدة معدنیة على شكل قمعین ملتصقین من الرأس وبها حلقتین على القاعدة العلوية لتثبیت وسادة تُلف علیها الخیوط اللامعة للقیام بعملیة التطريز.أما فن وحرفة التلي في محافظة أسيوط فتقوم على النسج بالخيوط الذهبية والفضية في فتحات نسيج التلي والتي تفرض على الفنان أن تكون الأشكال والرموز مرتبطة بالسدى واللحمة لنسيج التلي ، ومن هذا المنطلق فإن هذه الأشكال والرموز تميل المعالجات التشكيلية الهندسية .