عندما نتحدث عن ترتيستان تزار، يتبادر إلى ذهننا في اللحظة ذاتها اسم آخر يتلازم مع اسم الشاعر، اسم لا معنى له في الأصل، لكنه اكتسب معناه بما تم إنتاجه تحت رايته فيما بعد، وبالدفع الثوري الذي لعب دوراً مهماً في إحداثه على مستوى الشعر والأدب والفن على وجه العموم. هذا الاسم هو دادا، وقد أطلقه تزارا في زوريخ في 8 شباط من عام 1916، وفي...
قراءة الكل
عندما نتحدث عن ترتيستان تزار، يتبادر إلى ذهننا في اللحظة ذاتها اسم آخر يتلازم مع اسم الشاعر، اسم لا معنى له في الأصل، لكنه اكتسب معناه بما تم إنتاجه تحت رايته فيما بعد، وبالدفع الثوري الذي لعب دوراً مهماً في إحداثه على مستوى الشعر والأدب والفن على وجه العموم. هذا الاسم هو دادا، وقد أطلقه تزارا في زوريخ في 8 شباط من عام 1916، وفي عز الحرب المجنونة التي كانت تعصف بأوروبا والعالم في تلك الأيام تاركة آثاراً بالغة العمق، لا على الصعيد السياسي والعسكري وحسب، بل كذلك في عقر دار العمل السياسي والعسكري وحسب، وبل كذلك في عقر دار الصعيد السياسي والعسكري وحسب، بل كذلك في عقر دار العمل الفني والأدبي. وهو اسم رمز فيما بعد إلى حركة بالغة الأهمية في تاريخ أدب هذا العصر، هي الحركة الدادائية التي أشار إليها أندريه بريتون قبل أن يقطع علاقته بها، في قطعة بعنوان: "انتصاراً لدادا، حيث يقول: ليست الدادائية تأسيس مدرسة جديدة، إنها تطليق كل مدرسة.وبالفعل، فقد كانت الدادائية شيئاً من هذا النوع أي أنها لم ترد أن ترسي نظاماً معيناً في العملية الفنية، لا بل كان شعارها الأساسي: "الفوضى المعممة"، وهو ما سيلاحظه القارئ فوراً، وبسهولة، أثناء مروره بقصائد تزارا الواردة في نهاية الدراستين اللتين يضمهما هذا الكتاب، واللتين كتبهما كل من رونيه لاكوت، وجورج هالداس.وقبل هذا سيتوقف ا لقارئ عند مقدمة دونها المترجم "كميل قيصر داغر" مبرزاً فيها علاقة التجاور-التصادم بين تزارا وبريتون، وهذه المقدمة ضرورية برأي المترجم لأنها تهتم بإبراز العلاقة في إيجابياتها كما في سلبياتها، بل كذلك أن إحدى الدراستين اللتين تتناولان حياة تزارا وعمله بالتحليل، في هذا الكتاب عن مطلق الحركة الدادائية -وهي دراسة لاكوت-في حين تعطي فكرة دقيقة ووافية عن الشاعر، بما يسمح بتكوين رؤية واضحة لنتاجه وإسهامه، إلا أنها تصل في تحمسها لتزارا إلى حدود التحزب، وفي تعاملها مع علاقتها بيريتون إلى حدود التحامل.