أسئلة شغلت بال المجتمع الرأسمالى منذ استقرت دعائمه فى أوربا حيث موطنه الأساسى على وجه التحقيق: ما طبيعة هذا النظام المعروف باسم الرأسمالية القائمة على وجود سوق حرة ومنافسة حرة ومشروع حر؟ وهل من قوانين معينة يسير النظام وفقا لها حتى يحقق الغايات التى يسعى إليها المجتمع؟ وإلى أين يتجه, أو ما مصيره بعبارة أخرى؟ ولا تزال هذه الأسئلة...
قراءة الكل
أسئلة شغلت بال المجتمع الرأسمالى منذ استقرت دعائمه فى أوربا حيث موطنه الأساسى على وجه التحقيق: ما طبيعة هذا النظام المعروف باسم الرأسمالية القائمة على وجود سوق حرة ومنافسة حرة ومشروع حر؟ وهل من قوانين معينة يسير النظام وفقا لها حتى يحقق الغايات التى يسعى إليها المجتمع؟ وإلى أين يتجه, أو ما مصيره بعبارة أخرى؟ ولا تزال هذه الأسئلة تتردد اليوم, بل لعلها تزداد إلحاحا, بعد ضروب التحدى التى تعرض لها هذا النظام وبخاصة منذ أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها. وراح فريق من الدارسين والباحثين من ذوى النظرات النفاذة الدقيقة يحاولون الإجابة على هذه الأسئلة, وتنوعت الإجابات. هذه الإجابات المتعددة والمتنوعة, هى ما يتضمنه الكتاب الحالى. إنه يعرض لنا أفكار ذلك النفر من الكتاب ممن يعرفون باسم الاقتصاديين العظام. وذلك خلال القرنين الأخيرين أو منذ أن طلع آدم سميث بكتابه "ثروة الشعوب". على وجه التحديد.وتضم المكتبة الغربية عددا لا حصر له من المؤلفات عن الفكر الاقتصادى أو المذاهب الاقتصادية. وميزة الكتاب الحالى تنبعث من المنهج الذى اتبعه صاحبه. فهو يبدأ بتوضيح ظروف العصر الذى ظهر فيه الاقتصادى, ثم يحلل البيئة الخاصة التى نما فيها هذا الاقتصادي والمؤثرات التى كان لها دورها فى دقة وصراحة ونزاهة علمية تستوقف النظر. فالمؤلف لا يحاول أن يضع التأكيد على ناحية دون أخرى حتى يفرض على القارئ رأيا أو اتجاها معينا وإنما يلتزم جانب الحياد الإيجابى الدقيق فى عرض آراء هؤلاء الإقتصاديين العظام. والميزة الثانية التى تلفت النظر هى الوضوح الكبير فى عرض الأفكار مهما بلغ تعقيدها كما يتضح مثلا فى الفصول الخاصة بريكاردو وفبلن, ونستطيع القول إن القارئ العادى الذى ليس على درجة عالية من الثقافة الإقتصادية قادر على استيعاب الأفكار والمذاهب التى طلع بها أولئك الرودا فى ميدان الفكر الإقتصادى.