شاشة الحلم و الألم

ثمة أحلام لا تتفتح إلا على شاشتها البيضاء، ثمة آلام لا يمكن تجاوزها إلا عبر تمثلها فـي صور تتدفق إلى حيث الأمل، ثمة صراعات لا تجلو حقيقتها إلا فـي مرآتها، ثمة ملامح يتعذر رؤية ما خفي منها إلا بما تيسر من ضوئها، ثمة… وثمة الكثير ما تتسع شاشة السينما لتحتضنه، وكذلك صفحات هذا الكتاب الذي يجمع بين دفتيه مقالات حول أفلام سينمائية متنوعة، وعلى اختلاف جنسيات تلك الأفلام، إلا إنها تظهر ذات الهواجس حول قضايا احتلت بؤرة تفكير الإنسان منذ الأزل، ولكن بأساليب تعبير متنوعة، انعكست عبرها ثقافة البيئة التي أنتجتها، وبما أن الإنسان هو محور هذه الأفلام وثيمتها الجامعة فـي علاقته بذاته، بالآخر، بالمكان، بالوطن، بالحياة، وما وراء الحياة، وفـي الصراعات التي يذكيها، أو يدفعها بعيدا، فإن المرء يستطيع تلمس ملامح تشبهه، يعيد معها تأمل واكتشاف ذاته والحياة من حوله، فقد يفزع وهو يرى نفسه والأشياء على شاشتها كما لم يرَها من قبل، وأحيانا قد يأنس لصور تلامس مشاعره وأفكاره التي تعذر عليه أن يعبر عنها.