مقاصد الشريعة عند الإمام مالك - بين النظرية والتطبيق

يعطي صورة واضحة مميزة لمسيرة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه في مجال المقاصد الشرعية نظريًّا وتطبيقيًّا؛ ذلك العالم الجليل الذي جمع فقه الصحابة والتابعين وتابعيهم، متميزًا بشخصيته العلمية المزدوجة: حديثيًّا وفقهيًّا. وكان الجانب النظري عن الإمام مالك وأصول الفقه عنده، وعلاقتها بمقاصد الشريعة. وقد تمثل الجانب التطبيقي في عرض المسائل وبيان رأي الإمام مالك فيها، وطرف من الخلاف الفقهي، وما في رأيه من رعاية لمقاصد الشريعة؛ مما يبرز أهمية الدراسة التفصيلية لفقه الأئمة الكبار؛ لأنها تبين ما لا تبينه الدراسات الكلية عن المذهب في صورته النهائية. وقد جمع المؤلف في هذا بين الاستقراء والانتقاء، والتزم بنسبة كل قول إلى مصدره، وتخريج أحاديثه من مظانِّها الأصلية، مع توخِّي الإنصاف في المسائل التي ناقش فيها الإمامَ مالكًا، موافقًا أو مخالفًا.