المخرج المسرحى العربى ناقلا ومبدعاتأخر كثيرا إكتشاف دور المخرج المسرحى فى عالمنا العربى حتى بدايات القرن العشرين مع أن أوروبا عرفته فى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر .وقبل أن نسارع بإلقاء اللوم على أنفسنا نبادر الى القول بأن تاريخنا الثقافى يحمل الكثير من الأدلة والشواهد على وجود من قام بدور ( المخرج ) قبل أن نعر...
قراءة الكل
المخرج المسرحى العربى ناقلا ومبدعاتأخر كثيرا إكتشاف دور المخرج المسرحى فى عالمنا العربى حتى بدايات القرن العشرين مع أن أوروبا عرفته فى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر .وقبل أن نسارع بإلقاء اللوم على أنفسنا نبادر الى القول بأن تاريخنا الثقافى يحمل الكثير من الأدلة والشواهد على وجود من قام بدور ( المخرج ) قبل أن نعرف المسرح بصورته الأوروبية بعد إستيراده على أيدى الرواد النقاش والقبانى وصنوع منذ منتصف القرن التاسع عشر .. أى أننا عشنا مسرحيا منذ معرفتنا للمسرح الأوروبى وحتى إكتشاف دور المخرج أقل من مائة عام بكثير دون أن نطلق على ( منظم ) العرض المسرحى لقب المخرج.. وهى فترة قصيرة للغاية إذا ما قورنت بالفترة الزمنية الطويلة التى مرت بها أوروبا من القرن الخامس قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الثامن عشر حتى تتعرف على ( المخرج المسرحى ) ، وفى الحالتين .. لدينا ولديهم .. وجد المخرج المسرحى بصورة من الصور دون أن يعلن عن دوره صراحة .. أيضا .. لدينا ولديهم ..ومع ذلك يجب علينا منذ البداية الإعتراف بأن الشكل الأوروبى للمسرح الذى وفد إلينا فى منتصف القرن التاسع عشر وإن كان قد تم له الإنتصار على الأشكال الشعبية ذات الصبغة المسرحية التى عرفها العرب قبل ذلك التاريخ فإنه لا يعنى إنكار وجود ممارس للفن الشعبى هاويا كان أم محترفا ، ذلك الممارس الذى أخذ على عاتقه مهمة تقديم العرض المرئى للناس تحت مسميات مختلفة مثل الأراجوز وخيال الظل وعروض المحبظين وكلها كانت تستدعى وجود شخصية قائدة ومنظمة تلعب نفس الدور الذى أصبح معروفا فى القرن العشرين باسم (المخرج)..وفى نفس الوقت فإن هذا لا يعنى من جانبنا تأكيد معرفة العرب للمسرح وهو ما يحرص عليه عدد من النقاد العرب أيضا إعتمادا على وجود هذه الأدلة فى أشكالنا الشعبية ، وإن كنا نعنى به بالدرجة الأولى عروضنا الفنية سواء أكانت ذات صبغة دينية أو دنيوية قد خضعت ومنذ آلاف السنين لقيادة ( منظم ) العرض المسرحى .