في النصوص الجاهلية ؛ مظاهر الحضارة الاقتصادية والاجتماعية العربية

نبذة النيل والفرات:إن الاقتصاد جزء من المنظومة الحضارية لأي أمة من الأمم، والعرب كغيرهم من الشعوب والأمم تطوروا حضارياً وتأثروا بالبيئة والمناخ وظروفهما، فهم أولو حضارة عريقة كان الاقتصاد أحد بواعثها ومعطياتها.تصدر هذه الدراسة عن رؤية واقعية ترى أن العرب اجتهدوا في تنشيط حياتهم الاقتصادية والتفاعل مع ظروفها في البادية والحاضرة، فهذه الدراسة تسعى للكشف عن مظاهر النشاط الحضاري الاقتصادي للعرب في الشعر الجاهلي، كما تحاول أن تبين موقف العرب منها وهو موقف يكتنفه الغموض، ويحتاج إلى تفصيل وبيان، وكان لهذه النشاطات الأثر الكبير في معايش العرب وحياتهم.وجاءت هذه الدراسة لوجود رسيس من الرغبة للبحث في هذا الشعر الجاهلي الخالد، وكان اختياري لهذا الموضوع لما له من قيمة علمية، وأهمية أكاديمية ولأنه لم تفرد له دراسة متخصصة من قبل.بنيت الدراسة على ستة فصول متكاملة مترابطة، فالفصل الأول خصص لنشاط الرعي، فعرض لأهميته الاقتصادية، وأسباب البحث عن المراعي وأنواعها، وأصناف الرعاة وصورتهم الشعرية، وتناول الفصل الثاني صيد البر والبحر، وقسم هذا الفصل قسمين أفرد أولهما لصيد البر ووقف فيه على طبقة الصيادين، وأسرهم، ومشهد صيد الثيران الوحشية والحمر الوحشية، وصفات الصيادين وأدواتهم وأفرد ثانيهما لصيد البحر فتحدث عن أهمية البحر وفن الملاحة والغوص وصيد السمك، وخصص الفصل الثالث للزراعة، فدرس أهميتها ومناطقها وضروب المزروعات، وطريقة حراثة الأرض وأساليب سقيها وطرائق المحافظة على الثمر ورعايته.وتناول الفصل الرابع الصناعة فتحدث عن موقف العرب منها وعن صناعة المنسوجات وأنواعها وصناعة الحديد والمعادن الثمينة والرصاص والنحاس والأخشاب والجلود.وتناول في الفصل الخامس التجارة، وقسم قسمين خصص أولهما للنشاط التجاري الداخلي ودرس الأسواق التجارية وأساليب التجار في البيع ونظام التعامل في الأسواق، وعرض في ثانيهما التجارة مع الأقوام المجاورة وهم: الفرس والروم والهنود.وأتبعت هذه الفصول بجملة من النصوص الجاهلية التي تفاعلت مع الأحداث في هذا العصر وصورت ألواناً من الحياة المختلفة من حيث الفن واللغة والمضامين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحضارية، وقدم لها ببيان يتناول مفهوم الجاهلية والبيئة الجغرافية وأولية الشعر وحياتهم الدينية ومكانة المرأة.