-قراءة نقدية تمحيصية تكشف بطلان روايات وردت في مصادر سنية قالت بتعرض القرآن الكريم للتحريف- أفرد الكاتب هذا الكتاب لنقد الروايات الحديثية والتاريخية التي وردت في المصنفات السنية وتضمنت القول بأن القرآن الكريم قد تعرض للتحريف بعد وفاة النبي- عليه الصلاة والسلام ، وقد عنونه بـ: نقض الروايات القائلة بتحريف القرآن الكريم الواردة في ...
قراءة الكل
-قراءة نقدية تمحيصية تكشف بطلان روايات وردت في مصادر سنية قالت بتعرض القرآن الكريم للتحريف- أفرد الكاتب هذا الكتاب لنقد الروايات الحديثية والتاريخية التي وردت في المصنفات السنية وتضمنت القول بأن القرآن الكريم قد تعرض للتحريف بعد وفاة النبي- عليه الصلاة والسلام ، وقد عنونه بـ: نقض الروايات القائلة بتحريف القرآن الكريم الواردة في المصادر السنية.وقد جمع فيه الكاتب روايات كثيرة وجد منها طائفة صرحت بالتحريف ولا تحتمل غيره، وأخرى تضمنت القول بالتحريف، وثالثة تحتمل القول بالتحريف والنسخ معا. هذه المجموعات الثلاث من الروايات هي التي أخضعها للنقد والتمحيص وفق منهج علم الجرح والتعديل جمعا بين نقد الأسانيد والمتون معا بقدر المُستطاع. وأما الروايات المتعلقة بالقراءات القرآنية التي صرّحت بالنسخ، أو كانت من القراءات التفسيرية فاستبعدها الكاتب لأنها لا تدخل في موضوع البحث. وثانيًا: إن موضوع البحث هذا قائم على تناقض صريح وخطير يتطلب حلا ورفعا، مفاده: إن القرآن الكريم نص بصراحة على أنه كتاب إلهي مُحكم محفوظ لا يأتيه الباطل أبدا من جهة، وشهدت له روايات تاريخية صحيحة على أنه وصلنا محفوظا متواترا من جهة ثانية، مقابل روايات حديثية وتاريخية كثيرة تضمنت القول بأن القرآن قد تعرض للتحريف من جهة ثالثة. فهنا تناقض واضح بين ما أكده القرآن والتاريخ الصحيح بأن القرآن لم يتعرض للتحريف، وبين روايات أخرى ذكرت أنه تعرض للتحريف. فماذا يعني هذا؟، ولماذا حدث؟، وما حقيقة ما جرى؟، ومن الذين اختلقوا تلك الروايات التي طعنت في القرآن بالتحريف، وما هي أهدافهم من اختلاقها؟. وكيف تسللت تلك الروايات إلى مصادرنا السنية؟هذه التساؤلات وغيرها جاءت هذه الدراسة لتجيب عنها وتكشف عن حقيقة ما جرى. وقد وجد الكاتب كثيرا من أهل العلم حالوا رفع ذلك التناقض بدعوى أن الروايات التي تضمنت القول بتعرض القرآن للتحريف، هي إما أنها تتعلق بقراءات منسوخة، وإما أنها قراءات تفسيرية لقراءات المصحف العثماني. لكن هذا التأويل لا يصح لأن تلك الروايات تضمنت القول بالتحريف بالتصريح والتلميح، ولم تنص على أنها قراءات منسوخة ولا أنها تفسيرية. وعليه فلا يصح الجمع بينها وبين القرآن الكريم والتاريخ الصحيح المتعلق بسلامة القرآن من التحريف، ولا يصح أيضا حملها على أنها قراءات منسوخة أو تفسيرية. ولما وجد الكاتب أن محاولة هؤلاء لا يُمكنها رفع ذلك التناقض والتحدي الذي يُسببه لنا، ولا تستطيع الكشف عن حقيقة ما جرى، لعدم تعاملها مع الظاهرة بطريقة صحيحة، قرر الكتابة في هذا الموضوع بمنهج آخر ينطلق من تلك الروايات لا من خارجها، فيستنطقها ويُمحصها ليكشف عن حقيقتها وخلفياتها وأهدافها. وقد فعل الكاتب ذلك انتصارا للقرآن الكريم ودفاعا عنه، وانتصارا للعلم والحقيقة معا.