نبذة النيل والفرات:إن الحياة في ظل القرآن تجدد خلايا الإيمان، وتبعث في النفس الهمة للطاعة، وحياة الأنبياء خير زاد للذين يريدون وجه الله والدار الآخرة، فهي قوت للقلوب وغذاء للأرواح ومدد من الخير لا ينقطع، بما تحمله من يقين وعلم ومعرفة وسلوك، ولا نتجنى على الحقيقة حينما نقطع بأنها النموذج الأكمل لمنهج التربية الربانية، التي يريد ا...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إن الحياة في ظل القرآن تجدد خلايا الإيمان، وتبعث في النفس الهمة للطاعة، وحياة الأنبياء خير زاد للذين يريدون وجه الله والدار الآخرة، فهي قوت للقلوب وغذاء للأرواح ومدد من الخير لا ينقطع، بما تحمله من يقين وعلم ومعرفة وسلوك، ولا نتجنى على الحقيقة حينما نقطع بأنها النموذج الأكمل لمنهج التربية الربانية، التي يريد الله صياغة هذه الأمة عليه.ولقصص الأنبياء أغراض ومقاصد ترمي إلهيا، ولعل من أبرزها: أولاً: الاعتبار: فالأنبياء حينما يبدؤون الدعوة لتطهير البيئة من الفساد ينقسم الناس أمام دعوتهم إلى فريقين: مصدق ومكذب أو مؤمن وكافر، فالمؤمنين يفلحون وينجون والكافرون يخسرون ويهلكون، والعاقل البصير هو الذي يعتبر بمصارع السابقين وأحوال الماضين. ثانياً: تثبيت القلوب: فالمؤمن في رحلة الحياة يواجه محناً وشدائد وصعاباً، ويحتاج إلى زاد يؤنسه يجد فيه سلواه وعزاءه حتى يثبت على الصراط ولا تزال به القدم.ثالثاً: التزكية: فالذين اختارهم الله لحمل رسالته وأداء أمانته هم أطهر الناس قلوباً وأصفاهم نفوساً، ولقد كانوا أعبد الناس وأتقاهم لله، وذلك يتضح من خلال دعائهم وابتهالهم وتضرعهم وبكائهم وصلاتهم وعبادتهم. رابعاً: التعليم: فمن حياة الأنبياء نتعلم الصبر والحكمة واليقين ومنهج الدعوة والتربية، فهو قدوة لمن يبحث عن النجاة.وهذا الكتاب ليس استقصاء لحياة الأنبياء، ولا سرداً تاريخياً لسيرتهم مع أقوامهم، وإنما هو وقفات في حياة الأنبياء من آدم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم تكشف النقاب عن الحكم والأسرار التي تضمنتها آيات القرآن الكريم.