(كاشان) رواية يتوج بأسرارها عبر حوارات دوَنها "خالد الوادي" على الورق، وقد أفسح المجال لأبطالها يتحدثون عن أنفسهم وتجاربهم في رحلتهم مع الزمن الردئ.يعتبر خالد الوادي روايته (كاشان): جديدة لكل المواصفات كون فكرتها لا تشبهها فكرة.. لقد اقتطعت –والكلام للكاتب- من خلالها لحظات من الصعب وصفها ومنحت الانسان أهمية قصوى انسجاماً مع اعتق...
قراءة الكل
(كاشان) رواية يتوج بأسرارها عبر حوارات دوَنها "خالد الوادي" على الورق، وقد أفسح المجال لأبطالها يتحدثون عن أنفسهم وتجاربهم في رحلتهم مع الزمن الردئ.يعتبر خالد الوادي روايته (كاشان): جديدة لكل المواصفات كون فكرتها لا تشبهها فكرة.. لقد اقتطعت –والكلام للكاتب- من خلالها لحظات من الصعب وصفها ومنحت الانسان أهمية قصوى انسجاماً مع اعتقادي الذي يقول أن جميع البشر يمتلكون ثقافة يتداولها في بواطنهم وحواراتهم الخفية أي حوار الإنسان مع ذاته لكن بعضهم لا يتمكن من البوح.. فأعطيت نفسي الحق في ممارسة تلك الحوادث ودونتها...وفي هذه الرواية يتخذ خالد الوادي أسلوباً جديداً في الكتابة القصصية يمكن تسميته بالواقعية المبتكرة، ويقصد "الوادي" بالواقعية المبتكرة السعي إلى الوصول إلى أعماق الإنسان البسيط الذي لا يجيد التعبير عن نفسه، والتعبير عن هذا الإنسان تجلى في بطل الرواية فهو عربجي يجيد التحدث مع نفسه بلغة رفيعة لكنه لا يجيد التحدث مع الآخرين، أما بقية الشخصيات فهامشيته لا قيمة لها في الحياة وليس في النص، انهم يشعرون بذلك على الدوام "خوفهم جعل منهم منزوين في عالم ضيق، لا يتعدى طرقاتهم الوعرة ومساكنهم التي بنيت من الطين وبقايا الخشب(...) الجميع يسعل ويتكور من البرد اللاذع.. والبعض يموت... إلا أن الموت تعوضه الحياة وتهب المزيد من الأطفال.. انهم يتكاثرون حتى يموتوا.. يولدون لكي يغادروا قبل الأوان..."(كاشان) بوقائعها والذكريات، بحكايتها والخطاب تحيل إلى العراق في زمن الحرب هي انعكاس للواقع بمعنى ما، يهرب أبطالها من "دلفة" الحياة إلى "مزراب" الحرب.