"أنظر ولا أحد" قصيدة طويلة تتألف من ثلاثة وثلاثون مقطعاً نثرياً متماثلة في الحجم والإيقاع وفيها ينطلق "خالد الرويعي" من مقولة للحلاج: كتبت لي: إلى الحلاج .. أنظر .. ولا أحد" ثم يستدرج المقولة إلى مسار أخر يجري توظيفه في إعادة استشراق أبعادها وإيحاءاتها وتحولاتها في الذاكرة الإنسانية مفتتحاً نصه بـ "أجلس هنا .. أفتل جسدي وأرتق صو...
قراءة الكل
"أنظر ولا أحد" قصيدة طويلة تتألف من ثلاثة وثلاثون مقطعاً نثرياً متماثلة في الحجم والإيقاع وفيها ينطلق "خالد الرويعي" من مقولة للحلاج: كتبت لي: إلى الحلاج .. أنظر .. ولا أحد" ثم يستدرج المقولة إلى مسار أخر يجري توظيفه في إعادة استشراق أبعادها وإيحاءاتها وتحولاتها في الذاكرة الإنسانية مفتتحاً نصه بـ "أجلس هنا .. أفتل جسدي وأرتق صوتي على طارقاً ينشدني .. ها أنذا أنظر" ومن هذا المفتتح يتشظى الحلم الميتافيزيقي والكوني للشاعر الرويعي عبر مساحة حياتية ممتلئة برؤى فلسفية خاصة نجح الشاعر في جعلها نقيم علاقة رؤيوية وصورية لإنتاج صورٍ محتدمة تدخل في البناء الكلي للنص ونسيجه العام نقرأ له: أنظر ولا أحد ../ فلا ابقي علي ولا أذر. لكني سأتلو عليك من سور/ الفقد، / وما سترنيه عسيراً .. في حضوري .. / يتيسر / أرخي في تفاصيل الحكاية صوتي / وأعف الكلام عن بنات الصور / أسترعي انتباها يفرش بين أهدابي / الأفق / لحظة بعد لحظة / نطفة بعد نطفة / حدقة بعد حدقة / فيزول الأثر / ووحدي هنا .. / لا الغيب أعلمه ولا أرى في النوايا / أحد / هكذا وجدتني واقفاً ها هنا / أنظر وأنتظر " وبهذا يكون أسلوب الشاعر ذاكراتي ينفتح الحلم والغياب والحضور في صور شعرية تمتزج فيها وحدات الزمان والمكان والشخوص في آن معاً.