أن ارتباط الفن بالسياسة كان ولا يزال يمثل قضية أساسية في تاريخ الفكر الغربي ، بل يمكن أن نلتمس جذور هذه القضية في بواكير هذا الفكر عند اليونان ، فأفلاطون – على سبيل المثال – قد فطن الى هذا الارتباط ، حتى أنه قد حارب التجدبد في الموسيقى باعتبار أن هذا التجديد يمكت أن يجلب تغيرا في الميول والطباع والخلق الى الحد الذي يمكن أن يجعل ...
قراءة الكل
أن ارتباط الفن بالسياسة كان ولا يزال يمثل قضية أساسية في تاريخ الفكر الغربي ، بل يمكن أن نلتمس جذور هذه القضية في بواكير هذا الفكر عند اليونان ، فأفلاطون – على سبيل المثال – قد فطن الى هذا الارتباط ، حتى أنه قد حارب التجدبد في الموسيقى باعتبار أن هذا التجديد يمكت أن يجلب تغيرا في الميول والطباع والخلق الى الحد الذي يمكن أن يجعل أثينا في النهاية تقع تحت رحمة أعدائها على حد قوله . أما عن ماركيوز فإنه يرى أن راديكالية الفن وطابعه الثوري قد أصبحت مطلبا ملحا في المجتمع المعاصر الذي أصبح يتسم بالتشيؤ والاغتراب ، مما أدى الى التباعد بين الفنان والمجتمع ، وهذا هو ما دفع ماركيوز إلى التأكيد على الفردية والذاتية في مواجهة النزعات السلطوية المختلفة التي تحاول تسييس الفن وقمع طاقته الثورية . قيد الطبع