على صدى نغمات الإيقاع الأفريقي، وسحر ليله المظلم، وحكايات الأجداد الأوائل، وما بين سطوة الأمير، وضعف الفقير، يحيك الروائي السنغالي الأكثر شهرة "حميدو كان" بتقنية سرد آسرة مرحلة عصيبة مرت بها بلاده في ستينيات القرن الماضي، فنشهد معه ومن خلال ما يكتبه قضية إنسانية ذات أبعاد تاريخية وجغرافية وثقافية وحضارية، أسست فيما بعد لثورة غير...
قراءة الكل
على صدى نغمات الإيقاع الأفريقي، وسحر ليله المظلم، وحكايات الأجداد الأوائل، وما بين سطوة الأمير، وضعف الفقير، يحيك الروائي السنغالي الأكثر شهرة "حميدو كان" بتقنية سرد آسرة مرحلة عصيبة مرت بها بلاده في ستينيات القرن الماضي، فنشهد معه ومن خلال ما يكتبه قضية إنسانية ذات أبعاد تاريخية وجغرافية وثقافية وحضارية، أسست فيما بعد لثورة غيرت في المفاهيم والرؤى في مجتمعات العالم الثالث، فبرزت مسألة الهوية، والحرية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها صارخة وشاخصة للعيان.ومن خلال قصة صديقين ينتميان إلى طبقتين مختلفتين في بلاد آل ديالوبي – مسرح الرواية – وهما "فاربا ماري" و "ساليف با" يحيك لنا حميدو كان ملحمة شعب عانى من الظلم والتمييز العنصري، وخاض معركة عرقية، وضعت بصمة في تاريخ الحريات في العالم ولا تزال إرهاصاتها باقية إلى يومنا هذا.جاءت أحداث الرواية بما تحمله من دلالات كحصيلة نوع من النظر النقدي المستند إلى خلفية معرفية نظرية، ومعرفة تطبيقية في مقاربة النص الروائي، وهذا النوع من الكتابة ينطلق من النص نفسه، ويحاول أن يتقرى ما ينطوي عليه أو يشي به من دلالات ومحمولات وإشارات سواء على مستوى القضية المطروحة وهي "الزنوجة"، أو الخطاب الموجه إلى العالم لقضية شغلت الرأي العام العالمي منذ عقود، وصولاً إلى بروز حركات التحرر الشعبي التي ميزت ثقافة تلك المرحلة. يقول الكاتب "خلال آلاف السنين وقبل أن يبدأ خط الكتابة داخلياً ومن كل اتجاه بحياكة العالم الأسود في داخله استطاع الزنوج بواسطة أصواتهم وأدواتهم التي تخيلوها أن يكونوا تلك الآلهة التي شيّدت هذا العالم ..."."حراس المعبد" هي أكثر من رواية، هي ملحمة، في الماضي والمستقبل تستلهم العبر، من شعب بنى حضارته بسواعده، فكان مثلاً يُحتذى في إشارة من الراوي إلى أن الإنسان، أو الفعل الفردي هو الأساس في بناء أي مجتمع وأي حضارة ...