"يبدو أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ إستراتيجيتها القديمة بالبحث بنفسها عن موارد مائية إضافية، وبسلوك عدواني تقليدي في السياسة الإسرائيلية." لمواجهة هذا الواقع الذي لا يقبل الشك، يبحث هذا الكتاب بموضوع المياه الذي "تحوّل إلى قضية ساخنة ومركزية في التنمية والسياسات، وفي الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يشكّل الماء محور الجغرافيا السياسي...
قراءة الكل
"يبدو أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ إستراتيجيتها القديمة بالبحث بنفسها عن موارد مائية إضافية، وبسلوك عدواني تقليدي في السياسة الإسرائيلية." لمواجهة هذا الواقع الذي لا يقبل الشك، يبحث هذا الكتاب بموضوع المياه الذي "تحوّل إلى قضية ساخنة ومركزية في التنمية والسياسات، وفي الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يشكّل الماء محور الجغرافيا السياسية في كل مرحلة من مراحل التاريخ في المنطقة".تركّز هذه الدراسة العلمية القيّمة للكاتب الفلسطيني والباحث المتخصص في شؤون الصراع العربي الإسرائيلي، وصاحب المقالات والدراسات المتعددة في هذا المجال، على الجانب المستقبلي من أزمة المياه الواقعة بين العرب وإسرائيل، وهو لا يعود إلى تاريخ هذه الأزمة إلا ليضع تصوراً مستقبلياً يبرز التحديات التي يجب مواجهتها، ويحدد الإجراءات الفعلية الواجب اتخاذها من أجل الحفاظ على "الأمن المائي" العربي، ومنها على سبيل المثال: "وضع استراتيجية عربية شاملة لتحقيق الأمن المائي العربي"، و"تحقيق تكامل بين الدول العربية في مواجهة القضايا المتعلقة" بهذا الأمن، و"العمل على وضع صيغ قانونية تؤكد الحق العربي في المياه التي تأتي من خارج الوطن العربي"، و"تشجيع المستثمرين العرب على زيادة استثماراتهم" في هذا المجال، "ومواجهة محاولة الاستغلال السيئ لأزمة المياه في المنطقة".يحدّد الباحث في الفصل الأول، الموارد المائية المتاحة في فلسطين، ليبرز في الفصل الثاني الأطماع والمشاريع الاستعمارية فيها منذ الانتداب البريطاني، والإدراك الصهيوني المبكر لأهمية المياه. ويخصص الفصل الثالث، للمشاريع المائية الإسرائيلية بعد قيام الدولة، واستهلاك الماء في إسرائيل. في الفصل الرابع يجد القارئ تفصيلا عن مصادر المياه واستهلاكها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ليكشف عن السياسات الإسرائيلية في الاستغلال والنهب. يكشف الفصل الخامس عن أطماع إسرائيل في مياه الدول العربية المحيطة بها، من حوض الأردن، إلى هضبة الجولان السورية، والمياه اللبنانية، وأطماعها في نهر النيل الجاري في الأراضي المصرية، وفي مياه نهر الفرات الذي بالرغم أنه "ما زالت دوله تعمل دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي نهائي تحدد فيه حصص المياه، وهي تركيا وسوريا والعراق"، فقد اعترف "الأتراك بالتفاوض المبدئي مع إسرائيل على إمدادها بالمياه..". يبحث الفصل السادس في مشكلة المياه وارتباطها بمشاريع "التسوية السياسية..وسراب الحلول"، ويقدّم تفاصيل أهم المشاريع المائية في هذه المرحلة وهو قناة البحرين الأحمر - الميت، ويتطرق إلى المكاسب الإسرائيلية من هذا المشروع. أما من "منظور مستقبلي للصراعات المائية" الذي يحتل الفصل السابع من الكتاب، فإنه "من المتوقع أن تزداد المخططات الإسرائيلية المدروسة والهادفة إلى الاستيلاء على المزيد من المياه العربية" نظراً لازدياد حاجتها للماء من جهة، و"لتفكك الموقف العربي" و"هشاشة التنسيق بين مختلف الأطراف العربية" من جهة ثانية.
