الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقد جاءت الثورة المصرية وفجَّرت فينا الطاقات، وكشفت عن العديد من السلوكيات التي كانت مدفونة في أعماق الظلم والطغيان، فصار كل فرد يبذل قصارى جهده لتؤتي هذه الثورة أكلها؛ ولتحدث النهضة الحقيق...
قراءة الكل
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقد جاءت الثورة المصرية وفجَّرت فينا الطاقات، وكشفت عن العديد من السلوكيات التي كانت مدفونة في أعماق الظلم والطغيان، فصار كل فرد يبذل قصارى جهده لتؤتي هذه الثورة أكلها؛ ولتحدث النهضة الحقيقية من هذه الثورة المباركة؛ ولذلك فكّرت أن أقوم بعمل هذا الكتاب لأصبّ بعض الشيء في ترسيخ معالم هذه الثورة، وتقوية بنائها؛ لأنها هي الخطوة الأولى نحو مجتمع ديمقراطي سليم، وجو يتسم بروح الحرية والعمل والنهضة والابتكار. وأكثر شيء يحافظ على هذه الثورة المباركة هو تغيير السلوك وتقويمه وتنميته، فإن سلوك الإنسان هو الذي يحدد ما عليه هذا الإنسان من نهضة ورقي وغير ذلك، وإن أي نهضة حقيقية هدفها الحقيقي هو بناء الإنسان الصالح التي تتمثل فيه كل مقومات الحياة، أو قل: الإنسان الذي كرمه ربه من فوق سبع سماوات، والذي خلقه ربه في أحسن تقويم ﴿ ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾ [التين: 40]. ولكي نبني هذا الإنسان لابد من تكوين سلوك هذا الإنسان؛ فإنه من خلال تكوين هذا السلوك فإنه يتكون الإنسان، وهذا ما سميته "سلوكيات البناء" أي السلوكيات التي يجب أن يتعلمها الإنسان لكي يبني هذا المجتمع الجديد الذي يحتاج إلى تضافر كل الجهود لتكوين دوله قوية فتية، وأدعو الله - عز وجل - أن يرزقني التوفيق والقبول، وأن يجعل هذا الكتاب مما يساهم في بناء هذه النهضة التي ننشدها جميعًا لمصرنا الحبيبة، ولكل بلادنا العربية والإسلامية.