ها هي مدينة الطائف، عدت إليها، مررت سريعاً على بعض شوارعها الحديثة وتوقفت ملياً عند حواريها القديمة، قيل لي حتى طقسها تبدل من البرودة إلى الحرارة وسماؤها بخلت عليها بقطرات الأمطار التي كانت تصب بغزارة عليها في أغلب أيام السنة، المزارع التي كانت قريبة منها وتحيط بها من جميع جهاتها حلت محلها الكتل الأسمنتية الصماء التي تختزن الحرا...
قراءة الكل
ها هي مدينة الطائف، عدت إليها، مررت سريعاً على بعض شوارعها الحديثة وتوقفت ملياً عند حواريها القديمة، قيل لي حتى طقسها تبدل من البرودة إلى الحرارة وسماؤها بخلت عليها بقطرات الأمطار التي كانت تصب بغزارة عليها في أغلب أيام السنة، المزارع التي كانت قريبة منها وتحيط بها من جميع جهاتها حلت محلها الكتل الأسمنتية الصماء التي تختزن الحرارة في جوفها وتنفثها في وجوه الخلق، لمحت المكيفات الملتصقة بنوافذ بعض منازلها وأدرت وجهي لكي تحتفظ عيناي باللوحة الجميلة التي مازالت مرسومة في مخيلتي.. لقد تغيرت مدينة الطائف التي حبوت على ترابها وجريت حافياً في أزقتها، طمست معالمها، حتى البيت الذي شهد مولدي كنت قد تركته بعد أن بقى صامداً لسنوات في وجه التقلبات، تناولته المعاول وأزيل وبني مكانه منزل حديث.