لغة جمعة شنب نزقة وحارة ورشيقة. لكنها لا تفقد (سرديتها) خلال بحثها عن تلك الخفة التي يتدثر بها كتاب السرد -أحياناً- ليغطوا بها عوراتهم، لذا فإن النص هنا لا يتخلى عن ملاحه ووظائفه وشفراته الحكائية، بل يذهب إلى المعيش والواقعي دائماً ليتغذى عليه، وليصنع منه نصاً (انطباعياً) فاتناً يفارق الواقع بقدر ما يذكر به.إن (الواقع) في قصص هذ...
قراءة الكل
لغة جمعة شنب نزقة وحارة ورشيقة. لكنها لا تفقد (سرديتها) خلال بحثها عن تلك الخفة التي يتدثر بها كتاب السرد -أحياناً- ليغطوا بها عوراتهم، لذا فإن النص هنا لا يتخلى عن ملاحه ووظائفه وشفراته الحكائية، بل يذهب إلى المعيش والواقعي دائماً ليتغذى عليه، وليصنع منه نصاً (انطباعياً) فاتناً يفارق الواقع بقدر ما يذكر به.إن (الواقع) في قصص هذه المموعة، ليس واقعياً تماماَ، وليس أيقونياً، ولذا فإن مقاربته لا تكون إلا من خلال لغة انطباعية ترسم المشاهد والأحداث والشخصيات بضربات قليلة وعنف كثير. إن (العنف) الطفولي اللذيذ، الذي تمتاز به قصص هذه المجموعة، ليس سوى حيلة للعبث في ذلك الواقع الآسن، والعمل على إعادة تشكله وتجريده من فائض سكونيته.هذه المجموعة تكشف، في العمق، عن طبيعة العلاقة بين العنف والسرد، على نحو ما تفعله "ألف ليلة وليلة"، وتقدم للقارئ نموذجاً آخر من القص: تلك الخفة التي لا تحتمل.