بقيت المدرسة الأبيقورية قائمة الذات ما يزيد عن خمسة قرون, مخلصة إلى تعاليم مؤسسها إخلاصا فريدا من نوعه, رغم ما لاقته من منافسات وعداوات شديدة. وبينما كان الإنشقاق والتشييع ينخران كيان المدارس الأخرى بدون هوادة, مافتئ أتباع أبيقور يعتصمون بتعاليم أستاذهم ويحافظون على وحدة مدرستهم. إلا أن الديانة المسيحية قد لعبت دورا كبير فى إنحل...
قراءة الكل
بقيت المدرسة الأبيقورية قائمة الذات ما يزيد عن خمسة قرون, مخلصة إلى تعاليم مؤسسها إخلاصا فريدا من نوعه, رغم ما لاقته من منافسات وعداوات شديدة. وبينما كان الإنشقاق والتشييع ينخران كيان المدارس الأخرى بدون هوادة, مافتئ أتباع أبيقور يعتصمون بتعاليم أستاذهم ويحافظون على وحدة مدرستهم. إلا أن الديانة المسيحية قد لعبت دورا كبير فى إنحلال المدارس القديمة وفى تشويه مذاهبها, ولم تسلم من هذا التشوية "فلسفة محدودية الإنسان وعدم مبالاة الآلهة بالعالم", أى الفلسفة الأبيقورية التى تتناقض مبادئها مع أهم أركان المسيحية. وما انفكت الكنيسة تتهم الأبيقورية وأنصارها بالكفر والزندقة, لدرجة أن جل الملحدين, بل حتى مجرد المفكرين المتحررين, كانوا ينعتون بكونهم أبيقوريين, كما كان إسم أبيقور رمزا لعدو المسيح اللدود.