نبذة النيل والفرات:الأمثال عند كل قوم هي خلاصة تجاربهم ومحصول خبرتهم، وتعبير عما تزخر به النفس من علم وخبرة وحقائق واقعية بعيدةٍ عن الخيال، ولا شك أن المثل عنصر من عناصر الأدب، وثروة لغوية مثله مثل الشعر والخطابة وغيرها من فنون الكلام.من هذا المنطلق اعتنى العرب بأمثالهم فكان للهجات العامية شعرها، وأمثالها في عصور خلت. فجمع الأدب...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:الأمثال عند كل قوم هي خلاصة تجاربهم ومحصول خبرتهم، وتعبير عما تزخر به النفس من علم وخبرة وحقائق واقعية بعيدةٍ عن الخيال، ولا شك أن المثل عنصر من عناصر الأدب، وثروة لغوية مثله مثل الشعر والخطابة وغيرها من فنون الكلام.من هذا المنطلق اعتنى العرب بأمثالهم فكان للهجات العامية شعرها، وأمثالها في عصور خلت. فجمع الأدباء أمثال عرب العراق، والشام ومصر والمغرب ولبنان والديار النجدية، واختلفت الأمثال باختلاف أحوال البلدان، فللريف أمثاله وللحواضر أمثالها، وهي بمجموعها منتزعة من أوضاع الحياة هنا وهناك.ولعل بغداد من أوفر الحواضر العربية حظاً في هذا الضرب من الأمثال العامية، وكذلك في عدد من عني بجمعها وحفظها، وقد جمع لنا مؤلف الكتاب الأمثال السائرة على ألسنة أهالي بغداد لتكون مثلاً للاخلاق والتعرف على ما كان عليه الأسلاف وهي تزيد على (2842) مثل عامي، مع ملحق جاء العنوان "مستدرك فوائت الأمثال" وهذه الأمثال مرتبة على حروف المعجم، ومكتوبة كما يلفظها العامة وتحتوي على الكثير من التقاليد الشعبية والقيم المحلية، فضلاً عما جاء في تضاعيفها من الإشارة إلى مختلف الصناعات والمهن والأحوال المعاشية. وإنا لنجد فيها –كذلك- ما ينم عن نزعات القوم في أمنهم وخوفهم، وفي وجدهم وعدمهم، فالأمثال هي التعبير الصادق عن روح أبي شعب وتراثه الحضاري...ومن هذه الأمثال العامية البغدادية نختار لك: - إذا اكتلت الحية اسحكك راسها: يضرب لحسم الأمور الخطيرة بما يلا يترك ما يشغل البال منها. – إذا لبست البس حرير وأذا عاشرت عاشر أمير: يضرب في توخي معالي الأمور والأخذ بأحسنها. – الحيَ ميكتله كتال: يضرب في آن الأجال لا تتقدم على أوانها. – ميظل حمل مطروح: يضرب في التفاؤل بحصول الفرح.