ترصد هذه الدراسة تطور نظرة الغربيين الى الشرق من القرون الوسطى حتى مطلع القرن العشرين، عبر تحليل نماذج ادبية- مختارة من الرواية والمسرح وأدب الرحلة - لكتاب فرنسيين معروفين، امثال بوستيل وراسين وفولتير وفولناي وشاتوبريان وهوغو ولامارتين وفلوبير وغيرهم. كما تبين كيف ان معظم هؤلاء الادباء عكسوا في نتاجهم المقولات الثابتة الراسخة في...
قراءة الكل
ترصد هذه الدراسة تطور نظرة الغربيين الى الشرق من القرون الوسطى حتى مطلع القرن العشرين، عبر تحليل نماذج ادبية- مختارة من الرواية والمسرح وأدب الرحلة - لكتاب فرنسيين معروفين، امثال بوستيل وراسين وفولتير وفولناي وشاتوبريان وهوغو ولامارتين وفلوبير وغيرهم. كما تبين كيف ان معظم هؤلاء الادباء عكسوا في نتاجهم المقولات الثابتة الراسخة في اذهان مواطنيهم والتي اتخذت شكل قوالب نمطية، فاتى "تمثيل" الشرق من خلال مفاهيم وصور لا علاقة لها بالواقع في اغلب الاحيان. ولكن، وبالرغم من هذه النظرة المضللة بفعل طغيان الموروث الثقافي والايديولوجي على الفكر النقدي والموضوعي، تدعو الدراسة الى محاذرة الوقوع في فخ "الاستشراق المعكوس" او التسليم بمقولة صراع الحضارات، وبأن "الشرق هو الشرق والغرب هو الغرب"، ذاك ان التحدي الحقيقي يكمن في الايمان بتفاعل الثقافات وبدورها المشترك في قيام مجتمعات اكثر انسانية.