لا جدال في ان الثورة المعلوماتية قد احدثت انقلابا نوعيا، ليس على مستوى الادوات الموظفة في التعامل الاجتماعي بين قطاعات واسعة من الافراد وعلى امتداد العالم، لنما انتجت ايضاَ احولا في طريقة التفكير واسلوب التعامل وتغيي في نمط الحياة. ولعل ما أصابته هذه الثورة هي الفكر الانساني سواء اكان ذلك على صعيد الثوابت والقناعات الراسخ، أو عل...
قراءة الكل
لا جدال في ان الثورة المعلوماتية قد احدثت انقلابا نوعيا، ليس على مستوى الادوات الموظفة في التعامل الاجتماعي بين قطاعات واسعة من الافراد وعلى امتداد العالم، لنما انتجت ايضاَ احولا في طريقة التفكير واسلوب التعامل وتغيي في نمط الحياة. ولعل ما أصابته هذه الثورة هي الفكر الانساني سواء اكان ذلك على صعيد الثوابت والقناعات الراسخ، أو على مستوى المنتج من الافكار والقيم الجديدة التي يصفها البعض بالمنتجات الفكرية والقيمية المغلفة بغلاف العولمة.وقد كان من بين أهم القطاعات التي تأثرت والى حد بعيد بالثورة المعلوماتية وتفاعلت معها، وعلى مستوى عال من الاداء، قطاع الاعلام ودوره في نشر الوعي السياسي. اذ لم تعد الحدود قائمة بين الدول والمجتمعات، بل تداعت الحواجز والجدران امام ثورة الاختراق الاعلامي المعلوماتي في نقل الخبر وطريقة معالجته وكيفية توظيفه لاغراض سياسية معلومة المقاصد والنوايا. والى ابعد من ذلك، لعبت الثورة المعلوماتية في ميدان الاعلام دور واضح في زرع ثقافات وافكار وبناء منظومات اسهمت في تغيير البنية التقليدية، السلطوية والمجتمعية على حد سواء.الدراسة التي بين يدينا تسعى الى الكشف عن الدور الخطير الذي تمارسه وسائل الاعلام الحديثة، والمعالجة تكنومعلوماتيا، في طريقة تعاملها مع الحدث وبالشكل الذي تبين فيه ان الطرف المتفوق في هذا المجال يملك سلاحا مغالا لاحداث التحول الفكري ةتغيير المزاج العام. بما يتوافق مع الجهة التي تملك هذا السلاح. انه السلاح الذي اتفق على تسميته بـ ( القوة الناعمة ) التي افلحت اسهاماتها في كل عمليات تغيير البنية السياسية والاجتماعية التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط عموما، والمنطقة العربية على وجه التجديد.في ضوء كل هذه المسلمات فأن هذا الكتاب يستحق أن يقرأ لنفهم، من خلال مفهومه ومحتوياته، مدى خطورة الثورة الناعمة التي تهدف عقولنا قبل اجسادنا .
