بحملة نابليون العسكري على مصر ، افتتحت فرنسا عهد الاستعماو الأوروبي – الغربي المديد للعالم العربي – الاسلامي ، تلك الحملة التي كانت بداية لسيل تلاها من الغزوات والحوروب والصراعات اختلطت فيها الصليبية المستحكمة بروح الغرب وعقله بالنزاعات العنصرية وطموحات الهيمنة الامبراطورية .فإذا كان غزو ناببليون لمصر قد أتاح قياس الفرق التاريخي...
قراءة الكل
بحملة نابليون العسكري على مصر ، افتتحت فرنسا عهد الاستعماو الأوروبي – الغربي المديد للعالم العربي – الاسلامي ، تلك الحملة التي كانت بداية لسيل تلاها من الغزوات والحوروب والصراعات اختلطت فيها الصليبية المستحكمة بروح الغرب وعقله بالنزاعات العنصرية وطموحات الهيمنة الامبراطورية .فإذا كان غزو ناببليون لمصر قد أتاح قياس الفرق التاريخي بين تقدم الأوروبيين وتخلف العرب في مستويات الوجود الإنساني المختلفة ، فإنها قد افتتحت في الوقت نفسه شهية الدول الاستعمارية الأوروبية لإنشاء امبراطوريات فيما وراء البحار وتنافس هذه الدول على الممتلكات السائبة التي لم تعد تجد من يحميها بتحول الامبراطورية العثمانية الى الرجل المريض ونشأة المسألة الشرقية .ومع احتلال فرنسا للجزائر ، في عهد نابليون الثالث ، انتقل المشروع الاستعماري الغربي الى شكل أكثر دموية وعنفا امتاز باستملاك الأرض وإبادة البسكان وما رافقهما من نزوع عنصري لعب دور الغطاء الايديولوجي المبرر للمطامع الاستعمارية .وقد شهد المشروع الاستعماري الامبراطوري اكتماله مع دقات طبول الحرب العالمية الأولى والتواطؤ الفرنسي – الإنكليزي المشهود في اتفاقيات سايكس – بيكو ووعد بلفور واقتسام الوطن العربي من قبل الأطراف المنتصرة في الحرب للغرب في قمع المشروع العربي في الوحدة والتحرر والتقدم .في هذا الكتاب ، يرصد المؤلف العلاقات التناحرية بين الغرب الاستعماري وبين العالم العربي – الإسلامي ، بين شمال المتوسط والجنوب ، من خلال تقص تاريخي دقيق على امتداد قرنين منذ ولادة الحلم الاستعماري الفرنسي زمن نابليون حتى لحظتنا الراهنة التي نشهد فيها تجدد طموحات الدول الاستعمارية الغربية ومن ضمنها فرنسا في ظل ميتران .