تكتب المذكّرات، عادة، من قبل قادة الجيوش أو أساطين السياسة أو علماء الاقتصاد والمخترعين والمكتشفين وأمثالهم، ليطّلع عليها مستقبلاً قادة الجيوش في الحروب، وليعلموا أسباب ظفر من ظفر قبلهم أو اندحار من اندحر نتيجة لأعمال مغلوطة؛ أو ليطّلع عليها الاقتصاديّون ورجال السياسة وغيرهم ليتّعظوا بها.أما أنا فلست من هؤلاء ولا من أولئك؛ لست ب...
قراءة الكل
تكتب المذكّرات، عادة، من قبل قادة الجيوش أو أساطين السياسة أو علماء الاقتصاد والمخترعين والمكتشفين وأمثالهم، ليطّلع عليها مستقبلاً قادة الجيوش في الحروب، وليعلموا أسباب ظفر من ظفر قبلهم أو اندحار من اندحر نتيجة لأعمال مغلوطة؛ أو ليطّلع عليها الاقتصاديّون ورجال السياسة وغيرهم ليتّعظوا بها.أما أنا فلست من هؤلاء ولا من أولئك؛ لست بالسياسيّ العظيم ولا بالقائد الكبير ولا بالمغامر الذي اكتشف مجهولاً من حقائق العالم. لست بشيء من ذلك ولا قريب من ذلك لأدوّن مذكّراتي، ولولا طلب أولادي الأعزّاء وأحفادي وإصرارهم عليّ من أجل أن يطّلعوا عليها ولتبقى خاطرة في ذاكراتهم وليقرأها أحفادي اللذين ما زالوا في بداية أعمارهم، لما أقدمت على تدوينها.وبناءً على إصرارهم وإلحاحهم عليّ، ولا سيما ابنتي العزيزة هدى، فقد توكّلت على الله وباشرت تدوين ما في خاطري من ذكريات منذ حداثة سنّي، وإنه لهو الموفّق؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، إنّه ذو الفضل العظيم.