طفلك وإسعافاته الأولية

أعتقد أنك تعلمين أهمية الإلمام بمعلومات عن صحة طفلك وكيفية مساعدته طبياً وبخاصة فى مراحله الأولى من الحياة، وأعتقد أيضاً أنك تحتفظين بصيدلية صغيرة للإسعافات الأولية في المنزل، ولكن قد لا تعلمين ما يجب أن تحتويه هذه الصيدلية. أعلمي عزيزتي الأم أن المولود ساعة ينتقل فجأة إلى بيئة جديدة لا تؤمن له نفس الراحة والحماية التي كان ينعم بها وهو في داخل الرحم، يأتي إلى هذا العالم مسلحاً بمناعة شبيهة بمناعة أمه، وهذه المناعة الطبيعية التي انتقلت إليه من أمه بواسطة المشيمة لا تقيه من الأمراض إلا لفترة من الزمن لأنها تزول خلال الأشهر الأولي من حياته، ويصبح بدون مناعة وعرضة للأمراض، وهذه هي المشكلة التي تعانى منها كل الأمهات، حتى تكاد تعتقد الأم أن طفلها مريض مرض مزمن، أو أن مرضه لا ينتهي. والحقيقة غير ذلك إذ أن طفلك طفل طبيعي جداً، وكل ما في الأمر أنه مازال يبنى أسوار المناعة الجسدية أمام غزو الجراثيم المحيطة بنا. عزيزتي الأم: لا داعي للقلق فنحن معك في هذا الكتاب، سنأخذ بيدك وبطفلك إلى بر الأمان، سنعلمك كيف تقي طفلك من الأمراض التي تحيط به، وكيف تكوني طبيبة خاصة له فى الأوقات الحرجة؟.. وكيف تحميه بالإسعافات الأولية من المشاكل التي قد يتعرض لها مثل ارتفاع الحرارة، فقد الوعي،الاختلاجات،السقوط وضربات الرأس، أذيات العين،لدغ الحشرات، الصعق الكهربائي ، الحروق، الكسور، الإمساك ، الإسهال، الجفاف، المغص،الحميات، الحساسية والهرش..والكثير والكثير. أعتقد أن هذا الكتاب مفيد جداً وإن كان لا يقدم التشخيص الوافي لكل حالة بعينها ولا يغنى عن مراجعة واستشارة طبيب طفلك الخاص، لكنه كتاب تثقيفي صحي جيد، فلقد أفادت هذه النصائح الكثير من الأمهات، وعبرن بأبنائهن لبر الصحة والأمان، تمنياتي لكن ولأطفالكن بكل خير