ليس ثمة شك في أن التيار السلفي لم يكن حاضرًا في المشهد السياسي المصري قبل 25 يناير، لقد آثر الانصراف إلى الدعوة والإرشاد على الانخراط في حكومات اعتبرها فاقدة الشرعية، لأنها لا تحكم بالشرع الإسلامي، هكذا، نبذ الديمقراطية لكنه قفز فجأة إلى حلبة العمل السياسي، وانقلب أغلب التيار على مواقفه وذهب ناحية السياسة، وخرج من الشرنقة إلى ال...
قراءة الكل
ليس ثمة شك في أن التيار السلفي لم يكن حاضرًا في المشهد السياسي المصري قبل 25 يناير، لقد آثر الانصراف إلى الدعوة والإرشاد على الانخراط في حكومات اعتبرها فاقدة الشرعية، لأنها لا تحكم بالشرع الإسلامي، هكذا، نبذ الديمقراطية لكنه قفز فجأة إلى حلبة العمل السياسي، وانقلب أغلب التيار على مواقفه وذهب ناحية السياسة، وخرج من الشرنقة إلى المشاركة في فعاليات وخطوات التغيير، لنشهد تحولات في المدارس السلفية المتنوعة، ومزيد من الأحزاب الإسلامية، وملامح جديدة لم تقف عند حد معين، خاصة بعد 30 يونيو 2013، لكنها تعدت ذلك بكثير جدًا، وقد يختلف معي الكثيرون أو قد يتفقون، لكنني في هذا الكتاب أستكمل المسيرة في مناقشة واحدة من الحركات الإسلامية، وتيار هو ضخم بالفعل، لكي نستخلص العبر ونستفيد من تجارب النجاح، ونتوقى جوانب الفشل والانهيار والتراجع للأمة، ونعرف إلى أي مدى استطعنا أن ندرس تجاربنا مع ذاتنا ونراجعها، ونصدر تقييمات حقيقية لمسيرة التشكيلات الإسلامية بكل ما فيها من جوانب النجاح ونواحي الإخفاق. وإنني أتصور في النهاية أن القارئ سيدرك تمامًا خطورة ما يتحدث عنه هذا الكتاب وأهميته، نظرًا لانتشار التيارات السلفية، وخطورة دورها الآن، لأنه سيمكننا أن نتعرف على ملامحها وتمايزاتها وخريطتها التفصيلية والتوقعات لمستقبلها من خلال محاولة للفهم، ومقاربة للسلفيات المتنوعة.