بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم. أما بعد:فهذه جملة من الصفات السيِّئة، نسأل الله أن يطهِّرنا منها أجمعين؛ حتَّى نكون من الصادقين الذين يحبُّون الله ورسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأن حقيقة المسلِم تظهر في التمسُّك بصفات الطُّهر والنقاء، وتجنُّب صفات أهل النِّفاق ...
قراءة الكل
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم. أما بعد:فهذه جملة من الصفات السيِّئة، نسأل الله أن يطهِّرنا منها أجمعين؛ حتَّى نكون من الصادقين الذين يحبُّون الله ورسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأن حقيقة المسلِم تظهر في التمسُّك بصفات الطُّهر والنقاء، وتجنُّب صفات أهل النِّفاق والكفر والشِّرك. وهذه الصفات جلُّها كانت موجودة في قوم لوط، وهي منتشرة عند شبابنا ذكورًا وإناثًا - للأسف الشديد - ولم نجد في القرآن الكريم قومًا ذمَّهم الله بأبشع الصفات وأشنَعِها مثل ذمِّه – سبحانه - لقوم لوطٍ؛ لهذا قال ابن القيِّم - رحمه الله -: "لم يَبتلِ الله سبحانه بهذه الكبيرة قبلَ قوم لوطٍ أحدًا من العالَمين، وعاقبهم عقوبة لم يُعاقِبها أحدًا غيرهم، وجمع عليهم من أنواع العقوبات من الهلاك، وقَلْب ديارهم عليهم، والخَسْف بهم، ورجمهم بالحجارة من السَّماء، فنكَّل بهم نَكالاً لم يُنكِّله بأمة سواهم؛ وذلك لعِظَم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الأرضُ أن تميد من جوانبها إذا عُمِلت عليها، وتهرب الملائكة إلى أقطار السَّماوات والأرض إذا شاهدوها؛ خشية نزول العذاب على أهلها، فيصيبهم معهم، وتضجُّ الأرض إلى ربِّها - تبارك وتعالى - وتكاد الجبال تزول عن أماكنها".