يعتمد تجديد المشروع التاريخي للأمة العربية على انخراطها في العالم وحسن استخدامها لما يتيحه هذا العالم (الرأسمالي المعولم) من إمكانيات تقدم مادي وروحي وتقني. وكما أن نشوء الحضارة العربية الإسلامية قديم في القرون الإسلامية الأولى عن طريق استيعاب الثقافات الأخرى، اليونانية والفارسية والهندوسية والصينية، الخ... فإن تجديد المشروع الت...
قراءة الكل
يعتمد تجديد المشروع التاريخي للأمة العربية على انخراطها في العالم وحسن استخدامها لما يتيحه هذا العالم (الرأسمالي المعولم) من إمكانيات تقدم مادي وروحي وتقني. وكما أن نشوء الحضارة العربية الإسلامية قديم في القرون الإسلامية الأولى عن طريق استيعاب الثقافات الأخرى، اليونانية والفارسية والهندوسية والصينية، الخ... فإن تجديد المشروع التاريخي للأمة في الزمن الراهن لن يأتي إلا من الخارج، أي من الانخراط في العالم الخارجي، وسيكون مستحيلاً تجديد الثقافة العربية من داخلها كما يعتقد الكثيرون من المثقفين العرب. لكن لكي يتم الانخراط في العالم، يجب أولاً أن يتم فهم تاريخ العالم بجميع حلقاته وتقلباته، بعجزه وبجره، وأن يتم فهم تطور تاريخ الأمة في سياق تاريخ العالم. والمقالات التي يشتمل عليها هذا الكتاب، والتي سبق تشرها في مجلة الاجتهاد، تعتبر أن فهم التاريخ العربي يتم ويتكامل في سياق قراءة التاريخ العالمي أو تاريخ العالم.