هذه الرسالة في تحقيق مسألة رفع اليدين عند الدعاء، حيث يبين الكاتب أن رفع الدين من مستحبات الدعاء ولوازمه حيث ذكر الحفاظ أن الأحاديث الواردة في رفع اليدين عند الدعاء متواترة كثيرة، وفي مواطن غفيرة، فقال "السيوطي" في "تدريب الراوي": "ومنه ما تواتر معناه كأحاديث رفع اليدين في الدعاء، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث، في...
قراءة الكل
هذه الرسالة في تحقيق مسألة رفع اليدين عند الدعاء، حيث يبين الكاتب أن رفع الدين من مستحبات الدعاء ولوازمه حيث ذكر الحفاظ أن الأحاديث الواردة في رفع اليدين عند الدعاء متواترة كثيرة، وفي مواطن غفيرة، فقال "السيوطي" في "تدريب الراوي": "ومنه ما تواتر معناه كأحاديث رفع اليدين في الدعاء، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث، فيه رفع يديه في الدعاء وقد جمعتها في جزء لكنها في قضايا مختلفة، فكل قضية منها لم تتواتر، والقدر المشترك فيها وهو الرفع عند الدعاء تواتر باعتبار المجموع"، كما ألف السيوطي كتابا خاصا حافلا في أدلة رفع اليدين، أسماه: "الوعاء في رفع اليدين في الدعاء"، وقد ذكر الكاتب في هذا البحث مئات من الأدلة العامة والخاصة التي تدل على مشروعية هذا الرفع عند كل دعاء، وفي كل موضع. وقام الكاتب في هذا البحث بتَتَبع أحاديث رفع اليدين عن النبي صلى الله عليه وسلم منذ مولده إلى حين وفاته وهو رافع يديه إلى ربّه، خبرًا خبرًا، حديثًا وأثرًا، فردًا أو نفرًا، هيأةً أو موطنًا، لم يترك موضِعا زعَم زاعمٌ أن الرفع فيه بدعة، إلا وَأَتَى فيه من الحجج والبراهين، من كلام رب العالمين، أو سنة سيد المرسلين، أو آثار الصحابة المهديين، عُمُوما فيما عمم، وتخصيصا فيما خُصص، على أنه سنة مسنونة، لا بدعةٌ مذمومة، تتبع كل ذلك من كتب الحديث والمرويات، وبطون الأجزاء والمسانيد والمعجمات، مبينا صحيحها من سقيمها، فما كان من صحيح ذكره معرفًا: "الدليل .."، وما كان من سقيم ذكره منَكَّرا: "دليل .."، وما كان محتملا أو لم يجد إسناده أو شك فيه ذكره بهما هكذا: "دليل أو الدليل .."، ثم قام بترتيبها، وعَدِّ ترقيمها، وإعادة تصنيفها، على حسب الأبواب، وتجانس معاني الحديث وطرقه مع الموضوع، مراعيا بذلك حسن السياق، ناظرا في اللحاق والسباق، وأحيانا ما قد يكرّر، بعض الأحاديث لتنوع دلالتها، فاصلا بينها بذكر رقمها، كيْ يسهل عليه ترقيمها وترتيبها.