ولا أظن أن أحداً من الكتاب المسرحيين العرب، قد كتب بنفس القوة التى كتب بها السيد حافظ ولا بنفس العنف ولا بنفس الشجاعة والجرأة ولا بنفس الغزارة والتنوع، فهو يفيض كلاماً ويفيض إحساساً ويفيض تصورات غريبة وعجيبة ومدهشة، ويفيض صدقاً وشفافية ويفيض حرية وحيوية ويفيض عشقاً للجمال سواء فى بعده المطلق أو فى أبعاده النسبية وسواء أيضاً فى ر...
قراءة الكل
ولا أظن أن أحداً من الكتاب المسرحيين العرب، قد كتب بنفس القوة التى كتب بها السيد حافظ ولا بنفس العنف ولا بنفس الشجاعة والجرأة ولا بنفس الغزارة والتنوع، فهو يفيض كلاماً ويفيض إحساساً ويفيض تصورات غريبة وعجيبة ومدهشة، ويفيض صدقاً وشفافية ويفيض حرية وحيوية ويفيض عشقاً للجمال سواء فى بعده المطلق أو فى أبعاده النسبية وسواء أيضاً فى روحه المؤسس أو فى تجلياته أو فى مظاهرة المتعددة والمتنوعة. فهو كاتب ملتزم ولكن فى غير تحجر ولا تقوقع وفى غير انحياز إلى اللغة الخشبية وإلى المواقف التهويلية والعدمية وهو واقعى من غير أن يكون منفصلاً عن ذاكرته الجماعية ومن غير أن يكون منفصلا عن الوجدان الشعبى العام، ومن غير أن يكون منفصلاُ عن التاريخ الإنساني الشامل والكلي، ومن غير أن يكون منفصلا عن الأجواء الحلمية والكابوسية والأسطورية.. يسجل له النقد المسرحى العربى ريادته فى مجال التجريب ذلك أنه كان مارس فعل التجريب كتابة وإخراجاً ( حتى قبل أن يطرح المصطلح للتداول، وحتى قبل أن يتفلسف المنظرون حول إشكالية المصطلح في أواخر الثمانينيات)