هذا الكتاب أضمرْتُه أن يكون دفاعاً عن الأدب الأصيل في المقام الأول والأخير، مما يعني الانحياز كلياً للجمال والإبداع بعامة، وهذا- لعمري- غاية سامية نحاول أن نصبو إليها بطرق شتى، منها إدراكُ بعض تجليات الشعرية وتأويلاتها، كما تبدو في جماليات التناص، حيثُ يتمُّ استنطاقُ النص وتشريحُ مكوناته الأدبية والمعرفية من أقطاب الكون للكشف عن...
قراءة الكل
هذا الكتاب أضمرْتُه أن يكون دفاعاً عن الأدب الأصيل في المقام الأول والأخير، مما يعني الانحياز كلياً للجمال والإبداع بعامة، وهذا- لعمري- غاية سامية نحاول أن نصبو إليها بطرق شتى، منها إدراكُ بعض تجليات الشعرية وتأويلاتها، كما تبدو في جماليات التناص، حيثُ يتمُّ استنطاقُ النص وتشريحُ مكوناته الأدبية والمعرفية من أقطاب الكون للكشف عن طرق تشعير الموجودات وأساليبها الجديدة، وترهيف الإحساس بها، بعيداً عن الأيديولوجيات المختلفة. إننا نعتقد أن الأدب لن يبرح مكانه أو مجاله الحيوي، ولن يتخلى عن طبيعته التي منحتها له العراقة، في أنساغ الحياة الأولى، مهما انفجرت التطورات المذهلة في عالم التكنولوجيا لتهزنا هزاً، وخصوصاً الإنترنت والفضائيات ووسائل الاتصال الأخرى، فلن يتوارى الأدب، والشعر بخاصة، عن المشهد الثقافي العالمي، وسيبقى محتفظاً بقمته السامقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأنه بكل بساطة هو صدى للجمال الكوني، أو جزء منه. وقد أثبتت الشعريات المختلفة منذ القديم، وبأساليب متنوعة حقيقة تكمن في جدلية مكشوفة لدى الشعوب البدائية والمتحضرة على حد سواء، أثبتتْ أنهم إن أرادوا الخلود المنشود فلابد أن يدركوا قمم الإبداع في سحر الكلم وجوهر البيان، ليكتشفوا الشعر قبساً من نور الكون وجمال المخلوق، فيعشقوه.