إن علم النحو أثرٌ من آثار العقل العربي... يحملُ المتأملَ فيه على تقديره وإحترامه، فرغ له العباقرةُ من أسلافنا، فجمعوا أصولَهُ وثبتوا قواعده، ورفعوا بنيانه شامخاً ركيناً، ومنزلته من العلوم اللسانية منزلة الدستور من القوانين الحديثة، هو أصلها الذي تستمد عونه، وتستلُهم روحه، وترجع إليه في جليل مسائلها.لذلك انبرى علماؤنا الكرامُ إلى...
قراءة الكل
إن علم النحو أثرٌ من آثار العقل العربي... يحملُ المتأملَ فيه على تقديره وإحترامه، فرغ له العباقرةُ من أسلافنا، فجمعوا أصولَهُ وثبتوا قواعده، ورفعوا بنيانه شامخاً ركيناً، ومنزلته من العلوم اللسانية منزلة الدستور من القوانين الحديثة، هو أصلها الذي تستمد عونه، وتستلُهم روحه، وترجع إليه في جليل مسائلها.لذلك انبرى علماؤنا الكرامُ إلى خدمة هذا العلم الشريف عن طريق تعقيد القواعد النحوية ووضعها في كتب لتحفظ ويُحفظُ بها اللسان من الخطأ واللحنِ، ومن هؤلاء العلماء ابنُ هشام الأنصاري الذي له اليدُ الطُّولى في هذا الجانب فصنَّف وشرح وأفاد وأجاد بما فتح الله تعالى عليه، ومن هذه المصنفات "الإعراب عن قواعد الإعراب".وعلى الرغم من كثرة طبعات الكتاب إلا إنه ندرته تدلُّ على نفاذ طبعاته لذا عمل المحققان على تحقيقه وطبعه، بتنقيحات وزياداتٍ لتمام الإفادة.وعليه قسم الكتاب إلى قسمين: الدراسة والنص المحقق، ففي القسم الأول تم تناول حياته وأثاره العلمية، وفي القسم الثاني تم تحقيق النص الذي يتألف من أربعة أبواب، أولها: في الجملة وأحكامها، وثانيها: في الجار والمجرور، وثالثها: في تفسير كلماتٍ يحتاجُ إليها المعربُ، ورابعها: في الإشارة إلى عباراتٍ محررةٍ مستوفاةٍ موجزةٍ.