حاول ماكس فيبر من خلال آلياته المنهجية أن يجعل من السوسيولوجيا علماً فهمياً وتجريبياً يهتم بالفعل والفاعل الاجتماعي، وهذا ما قاده إلى الاهتمام بالعديد من القضايا الفكرية التي كانت تجلب اهتمام المفكرين والمثقفين المعاصرين له وإثارتها ، ولا سيما في ما يتعلق بالتاريخ، حيث كان يتساءل هل التاريخ هو مجرد تتالٍ لأحداث عابرة؟ هل هناك عل...
قراءة الكل
حاول ماكس فيبر من خلال آلياته المنهجية أن يجعل من السوسيولوجيا علماً فهمياً وتجريبياً يهتم بالفعل والفاعل الاجتماعي، وهذا ما قاده إلى الاهتمام بالعديد من القضايا الفكرية التي كانت تجلب اهتمام المفكرين والمثقفين المعاصرين له وإثارتها ، ولا سيما في ما يتعلق بالتاريخ، حيث كان يتساءل هل التاريخ هو مجرد تتالٍ لأحداث عابرة؟ هل هناك علاقات سببية بين الأحداث؟ فهل مسار التاريخ عشوائي اعتباطي أم هو مسار غائي téléologique))؟إن محاولة الإجابة عن هذه التساؤلات وعن الإشكالات التي أصبح يطرحها المجتمع الحديث ويفرضها على الباحث هو ما جعل ماكس فيبر يتبنى آليات منهجية محددة، وذلك من أجل الوصول إلى النزاهة المعرفية، وإلى خلاصات علمية دقيقة، وحاول بدوره الاعتماد عليها في دراسته لسوسيولوجيا السياسة والأديان.ومن هنا كان الاهتمام بمنهجيته المتميزة، وبدراسته لسوسيولوجيا السياسة والأديان، حيث تم تقسيم هذا الكتاب إلى قسمين: القسم الأول، حول الإطار المنهجي لسوسيولوجيا ماكس فيبر، والذي تم من خلاله الاهتمام بالتعريف وإبراز المنهجية الفيبرية، من خلال السوسيولوجيا الفهمية ودراسة الفردانية المنهجية.أما القسم الثاني فقد تم تخصيصه لسوسيولوجيا السياسة والأديان عند ماكس فيبر، وذلك من أجل التعرف إلى الأبعاد السياسية والدينية في فكر ماكس فيبر، والتي خصص لها كتابات مهمة كالاقتصاد والمجتمع والأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية، حيث تمت محاولة ملامسة الجوانب المنهجية داخل هذه الدراسات وكيف تم توظيف منهجيته في الدراسة داخلها.